بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
felobter | ||||
كيرلس فوزى | ||||
ايرينى فوزى | ||||
بولس | ||||
anton1579 | ||||
ابو ماضى | ||||
Admin | ||||
انطونيوس | ||||
الراهب الصامت | ||||
orthozoksiah |
بيت لحم 1
صفحة 1 من اصل 1
بيت لحم 1
يمر التاريخ علي بلاد ومدن وقري كثيرة ولكنه يتوقف أحيانا أمام مدينة أو قرية صغيرة ويسطر لها أعظم سطوره المنيرة
فهو تاريخ يحكي ويقص حقائق لا يوجد فيها تجميل أو تزييف أوكذب
والآن نقف بعجلة الزمان أمام
قرية بيت لحم
التي سطر لها التاريخ سطورا من نور لما حدث علي أرضها من ذكريات وأحداث لفتت أنظار العالم كله ألا وهي ميلاد السيد المسيح الذي شرفت مدينة بيت لحم اليهودية بميلاده علي أرضها,ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه وعرفها العالم كله قاصدا إياها للحج والتبرك لما بها من أماكن تقدست بالعائلة المقدسة وميلاد السيد المسيح.
بيت لحم اليهودية
عرفت في بعض الأحيان ببيت لحم يهوذا
وقال بعض المؤرخين إنها هي(بيت أيلولاهاما)أي(بيت الإله لاهاما أو لاخاما)
وهو إله القوت والطعام عند الكنعانيين قديما,
ونسبها البعض الآخر إلي الإله الأشوري لخمو فقالوا(بيت لخمو)
وفي الآرامية (بيت الخبز)ومنه جاءت التسمية(بيت لحم)التسمية العربية الآن.
وذكرت بيت لحم في أسفار العهد القديم
تحمل اسم أفرات أو أفراته
وهي كلمة آرامية تعني الثمار والخصب.
ولكن المعني القريب الآن والمستخدم(بيت لحم)أي(بيت الخبز)وهي تسمية ترمز إلي السيد المسيح الذي ولد علي أرضها والذي قال عن نفسه أنا هو خبز الحياة.
تقع بيت لحم يهوذا
بين الخليل والقدس
فهي في جهة الجنوب من أورشليم علي مسافة خمسة أميال
وتتميز بموقعها الذي علي مقربة من الطريق الرئيسي الواصل إلي حبرون(الخليل)من ناحية الجنوب منه
كما تشرف علي الطريق الرئيسي إلي عين جدي وتحيط بها أرض خصبة تكثير فيها بعض الزراعات مثل كروم العنب والزيتون وأشجار التين مع أن أقرب نبع ماء لها يقع علي مسافة800يارة في الجنوب الشرقي
وسكانها كانوا يستخدمون القناة المائية التي تخترق نفقا في التل
كما توجد خزانات مياه منحوتة في الصخر.
وتختلف بيت لحم يهوذا عن بيت لحم التي هي قرية صغيرة في زبولون والتي ورد عنها في سفر يشوع بن نون الإصحاح التاسع عشر وهي علي مسافة ستة أميال غرب مدينة الناصرة وكان يسكنها جالية المانية حتي العصر الحديث في الحرب العالمية الثانية.
ذكر الكتاب المقدس بيت لحم يهوذا في أكثر من سفر بداية من سفر التكوين الذي ورد فيه أن راحيل دفنت في الطريق إلي افراته (تك35:19) (تك48:7) أما سفر الأخبار الأول يقول عن سلما بن كالب إنه أبو بيت لحم وسكنت راعوث المؤابية مع زوجها الثاني بوعز بيت لحم.
وكانت بيت لحم هي
المدينة القريبة من قلب الملك داود,لأنها مدينة ابيه يسي
كما جاء في سفر صموئيل الأول الإصحاح السابع عشر والتي جاء إليها صموئيل النبي ليمسح داود ملكا بدل شاول المرفوض من قبل الرب
لقد أحبها داود وأحب أرضها وكان يشتهي ماء آبارها ولكن بعد زمانه فقدت حيويتها وازدهارها إلي أن عاد أبناء بيت لحم من السبي,وأعادوا تعميرها كما جاء في سفر عزرا بنو بيت لحم مائة وثلاثة وعشرون عز2:21
وورد أيضارجال بيت لحم ونطوفة مائة وثمانية وثمانون نح7:26وتنبأ عنها ميخا قائلاأما أنت يا بيت لحم أفراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا علي إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل ميخا5:2
يقصد السيد المسيح الذي اختارها أن تكون مكان ميلاده كما ورد في إنجيل القديس متي والقديس لوقا.
والقديسة مريم أم المسيح مع أنها ولدت في مدينة الناصرة,ولأنها من نسل داود لذلك ذهبت إلي بيت لحم لتكتتب هناك وفي أثناء ذلك ولدت المسيا المنتظر لتتحقق النبوات وليعلن رسميا أنه من نسل داود.
وشهدت بيت لحم مقتل الأطفال الأبرياء الذين قتلهم هيرودس الملك كما ورد في إنجيل القديس متي الاصحاح الثاني كتب عن تاريخ بيت لحم في القرون الأولي للميلاد يوستينوس الشهيد وأوسابيوس وجيروم وغيرهم من المهتمين بتسجيل تاريخ الأماكن المقدسة
.
وفي بداية القرن الثاني الميلادي
خرب هادريان بيت لحم وأقام علي أرضها معبد الإله أدونيس الوثني ولكن في عصر الملك قسطنطين في بداية القرن الرابع ازدهرت بيت لحم مرة أخري وبنت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين كنيسة علي الطراز الروماني فوق الموقع الذي كان فيه المذود الذي ولد فيه السيد المسيح وتعرضت الكنيسة للهدم علي يد السومريين
ولكن عندما جاء جوستنيان
قام ببناء الكنيسة وعمل بعض التوسعات فيها وقسمت إلي ثلاثة أقسام صدر الكنيسة والقسم الأمامي ومغارة المهد وبني سور حول المدينة كان موجودا حتي عام1448م فامتدت إليه يد السلطان المملوكي بالتخريب والهدم والكنيسة باقية إلي الآن.
هجم الفرس
علي مدينة بيت لحم في بداية القرن السابع الميلادي وخربوها ولكنهم تركوا الكنيسة,لأنهم وجدوا فيها صورا للمجوس وهم يسجدون للسيد المسيح, دخلت المدينة تحت الحكم الإسلامي في عام648,وزارها الخليفة عمر بن الخطاب وصلي داخل كنيسة المهد والآن وبعد أن هاجر كثير من العرب المسيحيين من بيت لحم إلي بلاد أخري بسبب ظروف الاحتلال
ولكن يجب أن نعرف أن سكان بيت لحم يتحلو بالتعايش الأخوي بين المسلمين والمسيحيين فهي مدينة تحمل إلي الآن أصالة الماضي من حيث طابع مميز من البناء القديم ذات الحجر المكلس والأبواب والنوافذ التي تعلوها الأقواس كما أن بيوتها ملتصقة ببعض ومقسمة إلي حارات صغيرة.
أهم المعالم في بيت لحم
كنيسة المهد
وهي من أقدم الكنائس المسيحية في العالم وهي مشتركة الآن بين الروم واللاتين والأرمن وبجوارها أديرة تخص الطوائف الثلاث
كما توجد
كنيسة القديسة كاترينا
من القرن الثاني عشر الميلادي ويقام بها احتفالات عيد الميلاد سنويا
ويوجد
دير القديس ثيؤدوسيوس شرق بيت ساحور من القرن الخامس
وقبر راحيل
وجامعة بيت لحم.
*** نبذة تاريخية عن كنيسة المهد ***
ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية
في أيام هيرودوس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلي أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود. فإننا رأينا نجمة في المشرق وأتينا لنسجد له فلما سمع هيرودوس الملك إضطرب وجميع أورشليم معه فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح، فقالوا له في بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبي وأنت يا بيت لحم أ{ض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل " ( متى 2: 1-6 ).
نلاحظ هنا
من بشارة القديس متى الإنجيلي الذي كرز لليهود مستخدماً شواهد كثيرة من العهد القديم ليثبت صحة وقوة البشارة وإثبات تجسد الكلمة إذ يقول في الإصحاح الأول والآية 23:
هوذا العذراء تحبل وتلد إبناً ويدعى إسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا،
القديس متى يستشهد من أقولا النبي أشعياء كذلك نراه يستشهد بما قاله ميخا في الإصحاح الخامس والآية الثانية: وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل.
لذلك نرى تحديداً للمكان لأن بيت لحم تقع في سبط يهوذا جنوبي سبط بنيامين وهي أرض اليهودية ونرى كذلك الشجرة التي ستصل إليها مدينة بيت لحم بسبب ولادة السيد يسوع المسيح فيها.
مدينة بيت لحم
حيث ولد المسيح فيها عاشت هذا الحدث – منذ قدوم الرعاة إلي المهد بعد أن قبلوا البشارة الملائكية – حتى يومنا هذا محافظة على التقليد المعطى لها: لكننا سنذكر لمحات سريعة تاريخية لما مر على هذا الحدث على المغارة والتي هي مهد السلام لأن المسيح هو سلامنا الحقيقي.
نرى أن الحدث المهم
يبدأ في القرن الرابع ما بين العام 326-339م
فقد تم بناء كنيسة المهد فوق مغارة الميلاد تخليداً لذكرى ميلاد السيد المسيح له المجد على يد الإمبراطورة البيزنطية القديسة هيلانة بأمر من إبنها الإمبراطور القديس قسطنطين الكبير فدعيت هذه الكنيسة الأولى بإسم والدة الإله ( ثيوطوكوس ).
في العام 529م
تعرضت الكنيسة إلي تدمير بسبب ثورة السامرين بقيادة " بن سبار " ضد البيزنطينيين بعد 6 سنوات
في العام 535م
تم إعادة بناء الكنيسة للمرة الثانية على يد الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس بدعوة ومبادرة من القديس سابا المتقدس الغيورة لإعادة إحيائها
حيث دعيت بإسم كنيسة المهد هذا وقد تم تغيير شكل الكنيسة " الباسيليكا " أي الهيكل الملوكي من الشكل المثمن بحنية واحدة دون رواق في البناء الأول إلي باسيلكا بشكل صليب ذات ثلاث حنيات إضافة إلي النرتكس في البناء الثاني.
في العام 614م
بغزو الفرس للمنطقة تم هدم الكنائس في الأرض المقدسة بفلسطين ما عدا كنيسة المهد التي سلمت وذلك بسبب وجود قطعة من الفسيفساء على جدران الواجهة الغربية من المدخل والمرسوم عليها صورة تمثل المجوس ملوك المشرق بزيهم الفارسي التقليدي وهم يقدمون السجود والهدايا للطفل المولود يسوع وهو في المذود،
فبإحترامهم لملوكهم ظناً منهم بما يتعلق بهم أعرضوا عن تدمير الكنيسة سامحين ببقائها لكنهم قاموا بإضهاد الرهبان والكهنة الموجودين فيها لذلك تعتبر هذه الكنيسة الباسيليكا أقدم كنيسة في الأرض المقدسة إذا لم تكن في العالم أجمع.
في العام 638م
بدخول المسلمين إلي الأراضي المقدسة تم عقد معاهدة صداقة في الإخاء والمساواة ما بين المسيحيين والمسلمين بالمعاهدة العمرية المعروفة التي تمت ما بين بطريرك المله الملكية – بطريرك الروم الأرثوذكس – بالقدس البطريرك صفرونيوس والخليفة عمر بن الخطاب بإعطاء الأمان للجميع وفرض الإحترام المتبادل ما بين الطرفين في المحبة والتسامح وحكمة عدم المساس بحرمة الأماكن المقدسة للمسيحيين أو الصلاة في كنائسهم جماعة.
وبعدها من فترة حكم الأمويين حتى العباسيين في القرن التاسع
بقيت الأمور كلها كما هي محافظ عليها والكنيسة أنقذت سالمة رغم بعض المحاولات من بعض الفئات المغرضة أم في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي
في العام 1009م
فقد قام بهدم معظم المزارات المسيحية المقدسة ولكنة هنا قد إستثنى كنيسة المهد من الهدم وذلك نظراً لما ورد عن زيارة وصلاة الخليفة عمر بن الخطاب في الكنيسة الحنية الجنوبية فكان نتيجة هذا الإحترام لسلفه بهذه الميزة الخاصة أن أعرض عن هدمها وخاصة في إعتقاده الديني بمكانة سيده النبي عيسى كما يسموه وإجلاله لميلاده الكريم.
وهذا ما جاء مؤكداً في القرن التاسع بما ورد في نصوص كتابات المؤرخ البطريرك افتيخيوس الإسكندري كما أوضح هذا البطريرك مؤكداً عن واقعة البناء الثاني للكنيسة من قبل " جوستينيان " في القرن السادس.
أما هنا بعد حوادث الزلازل المتعددة كما في العام 1834م والعام 1927م
فقد إضطر حينها للبدء في النظر لأساسات الكنيسة ودراسة الوضع
ففي العام 1934م
في فترة الإنتداب البريطاني وإشرافهم على الكنيسة قامت دائرة الآثار بالتحريات والكشف في أرض الكنيسة بإشراف هاملتون وذلك للصيانة والبرهنة في التنقيب حيث تم ملاحظة أن قواعد العمدة مطمورة في أرض الكنيسة بأساسات متينة لاسيما بعد الكشف عنها بحفريات علماء بريطانيين والباحث وليم هارفي إذ ظهرت على عمق 70سم بقايا الفسيفساء الرائعة التي تعود إلي الكنيسة الأولى زمن القديسة هيلانة والقرن الرابع حيث وجدت الرموز المسيحية وبعض الصلبان التي وضعت رسماً في ذلك الحين على أرضية الكنيسة
وهذا إثبات رسمي للبناء القسطنطيني الأول
لأنه بعد العام 427م
عقد مجمع محلي في اللد من قبل الإمبراطور البيزنطي ثيوذوسيوس الثاني بمنع وضع الصلبان على الأرض إذ أنها طريقة غير صحيحة في أن تكون مداساً للأرجل فإقتصر رسمها على الجدران.
أما رجوعاً إلي التسلسل التاريخي للأحداث فبعد الفاطميين كذلك كان الحال مع الأيوبيين وخاصة بقيادة صلاح الدين الأيوبي
في العام 1187م
الذي قام بدوره هو أيضاً في إحترام المكان المقدس حيث سلمت الكنيسة في عهده أما في زمن خلفائه من المماليك الذين حاولوا مراراً هدمها في القرن 13 كالظاهر بيبرس الذي لم يستطع ذلك بفعل آيات وعجائب حدثت كما جاء ذكرها في تاريخ تقليد كنيستنا الأرثوذكسية.
في العام 1099م
كان قدوم الصليبيين وسيطرتهم على البلاد التي كانت لأهداف خاصة ذات أطماع ذاتية قاموا من خلالها بتتويج بعض ملوكهم الصليبيين بالهيمنة على إدارة زمام الأمور في الكنيسة طامحين إلي تأسيس المملكة اللاتينية في القدس ولكن قد باءت بالفشل هذه الأطماع عند مجيء القائد صلاح الدين وتصديه لهم،
ولكن أيضاً قد تم هنا إتفاق تعاون رغم الصراعات المريرة التي مرت بها الكنيسة لنرى في هذه
الفترة الصليبية ما بين العام 1169م - 1165م
فنرى الفسيفساء المزين الجدران على الجوانب العليا من كلا القسمين الحائط الجنوبي بما يمثله من أشخاص من أجيال المسيح حسب ( متى 1:1-16 ) والحائط الشمالي الشرقي بما يمثله فوق صور المجامع المسكونية السبعة والمجامع المكانية الستة بتفاصيلهم على كلا الجهتين والتي تؤكد المبادئ العقائدية لإيماننا القويم في دحض البدع والهرطقات التي ظهرت في ذلك الوقت من القرن الثالث وبعده وخاصة في الحديث عن شخص السيد المسيح وطبيعته الإلهية والإنسانية الكاملتين
وبالفعل ففد كان هذا الفسيفساء المثال الحسن في الإتفاق والوحدة ما بين الشرق والغرب بالتعاون مع الإمبراطور البيزنطي إمانوئيل كومينيتوس والفنان باسيليوس مصمم العمل ومنفذه اليوناني الفنان أفرام كما نرى أيضاً رسومات على أعمدة كنيسة الباسيليكا من صور القديسين من الكنيسة الشرقية والغربية التي وضعت ما بين القرن 14 : 12.
أما الباسيليكا الحاضرة التي من القرن السادس
فتشمل على خمسة مقاطع لأربعة صفوف من الأعمدة على كلا الجهتين يمثلون 44 عموداً تبين أنها قطعت أصلاً من محجر من ضواحي بيت لحم يدعى " المصلب "
حيث يبلغ طول العمود 6 أمتار كل منها قطعة حجرية واحدة من الرخام الوردي تتوجها راسيات كورنثية بيزنطية الطابع من الرخام البيض بالإقتراب من مصطبة مربعة في صحن الكنيسة وترتفع عن أرضها حوالي متر لتعطي للزائر فكره عن كونها سطح مغارة المهد وهو الكاثوليكون القسم المركزي لصحن كنيسة الروم الأرثوذكس
فنشاهد " الأيقونسطاس " وهي كلمة يونانية تعني الحائط الخشبي الذي يحمل الأيقونات حاجباً أو فاصلاً ما بين داخل الهيكل مكان " المذبح " وسحن الكنيسة مكان وقوف المؤمنين، وهو الهيكل الأرثوذكسي الطابع المصنوع من خشب أرز لبنان والمحفور في القرن 17 فتزينها الأيقونات البيزنطية المرسومة الذهبية منها والفضية بالإضافة إلي الثريات النحاسية الضخمة التي صنعت في ننبرغ بألمانيا عام 1869م والتي قدمت من العائلة الروسية المالكة القيصر نيقولا الثاني وزوجته ألكسندرا.
في العام 1517م
بمجيء لعثمانيين الأتراك أجريت التعديلان الأخيرة للكنيسة حيث صغر المدخل إلي باب ضيق رمزاً للتواضع وحماية للمكان كذلك تم تعديل سقف الكنيسة الخشبي التي تعرض إلي الخراب لمرات عديدية فعدل من جميع طوائف الكنيسة مما أدى إلي زرع حقوق وإمتيازات لكافة الأطراف
وهذا الأمر إستدعى أن يتم حل الوضع بنظام عالمي أي بقانون دولي ينظم أوقات ومواقع العبادات بين الطوائف وخاصة
بعد حرب القرم 1854م وبالتالي بعدها تم عقد مؤتمر في باريس عام 1856م
ليكون هذا النظام نظام الوضع الراهن " الإستاتسكفو " نظام المزار بقوانين خاصة تجمع بين كافة الفئات كنتيجة للأحكام والفرمانات التي أعطيت من قبل المماليك والأتراك،
وهذا إتبع هذا النظام بإشراف الحكومة التركية وبعدها البريطانية ما تلى ذلك لتبقى الكنيسة موزعة ما بين الأطراف الثلاثة كل في موقعه بإلتزام شديد حساس إنهاء للنزاعات التي زرعت سابقاً وهكذا فإننا نحتفل بعيد الميلاد ثلاث مرات في السنة نظراً لإختلاف التقويم حسب كل طائفة،
إذ أن الروم الأرثوذكس يعيدون حسب التقويم اليولياني الشرقي القديم في 25 ديسمبر شرقي الواقع في 7 يناير
أما الغربيين فيحتفلون بعيد الميلاد في 25 ديسمبر غربي
فكلا الكنيستين تعيدان في 25 من شهر ديسمبر لكن نتيجة الفرق بين التقويم اليولياني القديم الذي وضعه يوليوس قيصر سنه 45 قبل ميلاد السيد المسيح والتقويم الغربغوياني الجديد الذي وضعه الباب غريغوريوس الثالث عشر سنه 1582م في روما ونتيجة الفرق في يومنا هذا هو 13 يوماً.
أما طائفة الأرمن
فتعتبر أن ميلاد المسيح مرتبط بظهوره في المعمودية في نهر الأردن لذلك يكون عيد الميلاد والظهور عند الأرمن في نفس يوم عيد الظهور عند الروم الأرثوذكس أي في 6 يناير شرقي 19 يناير غربي.
وأخيراً نتمنى من الله تعالى لكم جميعاً أعياداً مجيدة مباركة ملؤها المحبة والخير والسلام مليئة بالفرح الروحي الذي يرسله ملك ورسول السلام ألا وهو ربنا يسوع المسيح.
ولننشد مع الملائكة بفرح قائلين:
المجد لله فى الاعالى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة ...
المصادر:
الكتاب المقدس-
الموسوعة الكتابية-
فهرس الكتاب المقدس-
قاموس الكتاب المقدس-
فهو تاريخ يحكي ويقص حقائق لا يوجد فيها تجميل أو تزييف أوكذب
والآن نقف بعجلة الزمان أمام
قرية بيت لحم
التي سطر لها التاريخ سطورا من نور لما حدث علي أرضها من ذكريات وأحداث لفتت أنظار العالم كله ألا وهي ميلاد السيد المسيح الذي شرفت مدينة بيت لحم اليهودية بميلاده علي أرضها,ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه وعرفها العالم كله قاصدا إياها للحج والتبرك لما بها من أماكن تقدست بالعائلة المقدسة وميلاد السيد المسيح.
بيت لحم اليهودية
عرفت في بعض الأحيان ببيت لحم يهوذا
وقال بعض المؤرخين إنها هي(بيت أيلولاهاما)أي(بيت الإله لاهاما أو لاخاما)
وهو إله القوت والطعام عند الكنعانيين قديما,
ونسبها البعض الآخر إلي الإله الأشوري لخمو فقالوا(بيت لخمو)
وفي الآرامية (بيت الخبز)ومنه جاءت التسمية(بيت لحم)التسمية العربية الآن.
وذكرت بيت لحم في أسفار العهد القديم
تحمل اسم أفرات أو أفراته
وهي كلمة آرامية تعني الثمار والخصب.
ولكن المعني القريب الآن والمستخدم(بيت لحم)أي(بيت الخبز)وهي تسمية ترمز إلي السيد المسيح الذي ولد علي أرضها والذي قال عن نفسه أنا هو خبز الحياة.
تقع بيت لحم يهوذا
بين الخليل والقدس
فهي في جهة الجنوب من أورشليم علي مسافة خمسة أميال
وتتميز بموقعها الذي علي مقربة من الطريق الرئيسي الواصل إلي حبرون(الخليل)من ناحية الجنوب منه
كما تشرف علي الطريق الرئيسي إلي عين جدي وتحيط بها أرض خصبة تكثير فيها بعض الزراعات مثل كروم العنب والزيتون وأشجار التين مع أن أقرب نبع ماء لها يقع علي مسافة800يارة في الجنوب الشرقي
وسكانها كانوا يستخدمون القناة المائية التي تخترق نفقا في التل
كما توجد خزانات مياه منحوتة في الصخر.
وتختلف بيت لحم يهوذا عن بيت لحم التي هي قرية صغيرة في زبولون والتي ورد عنها في سفر يشوع بن نون الإصحاح التاسع عشر وهي علي مسافة ستة أميال غرب مدينة الناصرة وكان يسكنها جالية المانية حتي العصر الحديث في الحرب العالمية الثانية.
ذكر الكتاب المقدس بيت لحم يهوذا في أكثر من سفر بداية من سفر التكوين الذي ورد فيه أن راحيل دفنت في الطريق إلي افراته (تك35:19) (تك48:7) أما سفر الأخبار الأول يقول عن سلما بن كالب إنه أبو بيت لحم وسكنت راعوث المؤابية مع زوجها الثاني بوعز بيت لحم.
وكانت بيت لحم هي
المدينة القريبة من قلب الملك داود,لأنها مدينة ابيه يسي
كما جاء في سفر صموئيل الأول الإصحاح السابع عشر والتي جاء إليها صموئيل النبي ليمسح داود ملكا بدل شاول المرفوض من قبل الرب
لقد أحبها داود وأحب أرضها وكان يشتهي ماء آبارها ولكن بعد زمانه فقدت حيويتها وازدهارها إلي أن عاد أبناء بيت لحم من السبي,وأعادوا تعميرها كما جاء في سفر عزرا بنو بيت لحم مائة وثلاثة وعشرون عز2:21
وورد أيضارجال بيت لحم ونطوفة مائة وثمانية وثمانون نح7:26وتنبأ عنها ميخا قائلاأما أنت يا بيت لحم أفراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا علي إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل ميخا5:2
يقصد السيد المسيح الذي اختارها أن تكون مكان ميلاده كما ورد في إنجيل القديس متي والقديس لوقا.
والقديسة مريم أم المسيح مع أنها ولدت في مدينة الناصرة,ولأنها من نسل داود لذلك ذهبت إلي بيت لحم لتكتتب هناك وفي أثناء ذلك ولدت المسيا المنتظر لتتحقق النبوات وليعلن رسميا أنه من نسل داود.
وشهدت بيت لحم مقتل الأطفال الأبرياء الذين قتلهم هيرودس الملك كما ورد في إنجيل القديس متي الاصحاح الثاني كتب عن تاريخ بيت لحم في القرون الأولي للميلاد يوستينوس الشهيد وأوسابيوس وجيروم وغيرهم من المهتمين بتسجيل تاريخ الأماكن المقدسة
.
وفي بداية القرن الثاني الميلادي
خرب هادريان بيت لحم وأقام علي أرضها معبد الإله أدونيس الوثني ولكن في عصر الملك قسطنطين في بداية القرن الرابع ازدهرت بيت لحم مرة أخري وبنت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين كنيسة علي الطراز الروماني فوق الموقع الذي كان فيه المذود الذي ولد فيه السيد المسيح وتعرضت الكنيسة للهدم علي يد السومريين
ولكن عندما جاء جوستنيان
قام ببناء الكنيسة وعمل بعض التوسعات فيها وقسمت إلي ثلاثة أقسام صدر الكنيسة والقسم الأمامي ومغارة المهد وبني سور حول المدينة كان موجودا حتي عام1448م فامتدت إليه يد السلطان المملوكي بالتخريب والهدم والكنيسة باقية إلي الآن.
هجم الفرس
علي مدينة بيت لحم في بداية القرن السابع الميلادي وخربوها ولكنهم تركوا الكنيسة,لأنهم وجدوا فيها صورا للمجوس وهم يسجدون للسيد المسيح, دخلت المدينة تحت الحكم الإسلامي في عام648,وزارها الخليفة عمر بن الخطاب وصلي داخل كنيسة المهد والآن وبعد أن هاجر كثير من العرب المسيحيين من بيت لحم إلي بلاد أخري بسبب ظروف الاحتلال
ولكن يجب أن نعرف أن سكان بيت لحم يتحلو بالتعايش الأخوي بين المسلمين والمسيحيين فهي مدينة تحمل إلي الآن أصالة الماضي من حيث طابع مميز من البناء القديم ذات الحجر المكلس والأبواب والنوافذ التي تعلوها الأقواس كما أن بيوتها ملتصقة ببعض ومقسمة إلي حارات صغيرة.
أهم المعالم في بيت لحم
كنيسة المهد
وهي من أقدم الكنائس المسيحية في العالم وهي مشتركة الآن بين الروم واللاتين والأرمن وبجوارها أديرة تخص الطوائف الثلاث
كما توجد
كنيسة القديسة كاترينا
من القرن الثاني عشر الميلادي ويقام بها احتفالات عيد الميلاد سنويا
ويوجد
دير القديس ثيؤدوسيوس شرق بيت ساحور من القرن الخامس
وقبر راحيل
وجامعة بيت لحم.
*** نبذة تاريخية عن كنيسة المهد ***
ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية
في أيام هيرودوس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلي أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود. فإننا رأينا نجمة في المشرق وأتينا لنسجد له فلما سمع هيرودوس الملك إضطرب وجميع أورشليم معه فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح، فقالوا له في بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبي وأنت يا بيت لحم أ{ض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل " ( متى 2: 1-6 ).
نلاحظ هنا
من بشارة القديس متى الإنجيلي الذي كرز لليهود مستخدماً شواهد كثيرة من العهد القديم ليثبت صحة وقوة البشارة وإثبات تجسد الكلمة إذ يقول في الإصحاح الأول والآية 23:
هوذا العذراء تحبل وتلد إبناً ويدعى إسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا،
القديس متى يستشهد من أقولا النبي أشعياء كذلك نراه يستشهد بما قاله ميخا في الإصحاح الخامس والآية الثانية: وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل.
لذلك نرى تحديداً للمكان لأن بيت لحم تقع في سبط يهوذا جنوبي سبط بنيامين وهي أرض اليهودية ونرى كذلك الشجرة التي ستصل إليها مدينة بيت لحم بسبب ولادة السيد يسوع المسيح فيها.
مدينة بيت لحم
حيث ولد المسيح فيها عاشت هذا الحدث – منذ قدوم الرعاة إلي المهد بعد أن قبلوا البشارة الملائكية – حتى يومنا هذا محافظة على التقليد المعطى لها: لكننا سنذكر لمحات سريعة تاريخية لما مر على هذا الحدث على المغارة والتي هي مهد السلام لأن المسيح هو سلامنا الحقيقي.
نرى أن الحدث المهم
يبدأ في القرن الرابع ما بين العام 326-339م
فقد تم بناء كنيسة المهد فوق مغارة الميلاد تخليداً لذكرى ميلاد السيد المسيح له المجد على يد الإمبراطورة البيزنطية القديسة هيلانة بأمر من إبنها الإمبراطور القديس قسطنطين الكبير فدعيت هذه الكنيسة الأولى بإسم والدة الإله ( ثيوطوكوس ).
في العام 529م
تعرضت الكنيسة إلي تدمير بسبب ثورة السامرين بقيادة " بن سبار " ضد البيزنطينيين بعد 6 سنوات
في العام 535م
تم إعادة بناء الكنيسة للمرة الثانية على يد الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس بدعوة ومبادرة من القديس سابا المتقدس الغيورة لإعادة إحيائها
حيث دعيت بإسم كنيسة المهد هذا وقد تم تغيير شكل الكنيسة " الباسيليكا " أي الهيكل الملوكي من الشكل المثمن بحنية واحدة دون رواق في البناء الأول إلي باسيلكا بشكل صليب ذات ثلاث حنيات إضافة إلي النرتكس في البناء الثاني.
في العام 614م
بغزو الفرس للمنطقة تم هدم الكنائس في الأرض المقدسة بفلسطين ما عدا كنيسة المهد التي سلمت وذلك بسبب وجود قطعة من الفسيفساء على جدران الواجهة الغربية من المدخل والمرسوم عليها صورة تمثل المجوس ملوك المشرق بزيهم الفارسي التقليدي وهم يقدمون السجود والهدايا للطفل المولود يسوع وهو في المذود،
فبإحترامهم لملوكهم ظناً منهم بما يتعلق بهم أعرضوا عن تدمير الكنيسة سامحين ببقائها لكنهم قاموا بإضهاد الرهبان والكهنة الموجودين فيها لذلك تعتبر هذه الكنيسة الباسيليكا أقدم كنيسة في الأرض المقدسة إذا لم تكن في العالم أجمع.
في العام 638م
بدخول المسلمين إلي الأراضي المقدسة تم عقد معاهدة صداقة في الإخاء والمساواة ما بين المسيحيين والمسلمين بالمعاهدة العمرية المعروفة التي تمت ما بين بطريرك المله الملكية – بطريرك الروم الأرثوذكس – بالقدس البطريرك صفرونيوس والخليفة عمر بن الخطاب بإعطاء الأمان للجميع وفرض الإحترام المتبادل ما بين الطرفين في المحبة والتسامح وحكمة عدم المساس بحرمة الأماكن المقدسة للمسيحيين أو الصلاة في كنائسهم جماعة.
وبعدها من فترة حكم الأمويين حتى العباسيين في القرن التاسع
بقيت الأمور كلها كما هي محافظ عليها والكنيسة أنقذت سالمة رغم بعض المحاولات من بعض الفئات المغرضة أم في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي
في العام 1009م
فقد قام بهدم معظم المزارات المسيحية المقدسة ولكنة هنا قد إستثنى كنيسة المهد من الهدم وذلك نظراً لما ورد عن زيارة وصلاة الخليفة عمر بن الخطاب في الكنيسة الحنية الجنوبية فكان نتيجة هذا الإحترام لسلفه بهذه الميزة الخاصة أن أعرض عن هدمها وخاصة في إعتقاده الديني بمكانة سيده النبي عيسى كما يسموه وإجلاله لميلاده الكريم.
وهذا ما جاء مؤكداً في القرن التاسع بما ورد في نصوص كتابات المؤرخ البطريرك افتيخيوس الإسكندري كما أوضح هذا البطريرك مؤكداً عن واقعة البناء الثاني للكنيسة من قبل " جوستينيان " في القرن السادس.
أما هنا بعد حوادث الزلازل المتعددة كما في العام 1834م والعام 1927م
فقد إضطر حينها للبدء في النظر لأساسات الكنيسة ودراسة الوضع
ففي العام 1934م
في فترة الإنتداب البريطاني وإشرافهم على الكنيسة قامت دائرة الآثار بالتحريات والكشف في أرض الكنيسة بإشراف هاملتون وذلك للصيانة والبرهنة في التنقيب حيث تم ملاحظة أن قواعد العمدة مطمورة في أرض الكنيسة بأساسات متينة لاسيما بعد الكشف عنها بحفريات علماء بريطانيين والباحث وليم هارفي إذ ظهرت على عمق 70سم بقايا الفسيفساء الرائعة التي تعود إلي الكنيسة الأولى زمن القديسة هيلانة والقرن الرابع حيث وجدت الرموز المسيحية وبعض الصلبان التي وضعت رسماً في ذلك الحين على أرضية الكنيسة
وهذا إثبات رسمي للبناء القسطنطيني الأول
لأنه بعد العام 427م
عقد مجمع محلي في اللد من قبل الإمبراطور البيزنطي ثيوذوسيوس الثاني بمنع وضع الصلبان على الأرض إذ أنها طريقة غير صحيحة في أن تكون مداساً للأرجل فإقتصر رسمها على الجدران.
أما رجوعاً إلي التسلسل التاريخي للأحداث فبعد الفاطميين كذلك كان الحال مع الأيوبيين وخاصة بقيادة صلاح الدين الأيوبي
في العام 1187م
الذي قام بدوره هو أيضاً في إحترام المكان المقدس حيث سلمت الكنيسة في عهده أما في زمن خلفائه من المماليك الذين حاولوا مراراً هدمها في القرن 13 كالظاهر بيبرس الذي لم يستطع ذلك بفعل آيات وعجائب حدثت كما جاء ذكرها في تاريخ تقليد كنيستنا الأرثوذكسية.
في العام 1099م
كان قدوم الصليبيين وسيطرتهم على البلاد التي كانت لأهداف خاصة ذات أطماع ذاتية قاموا من خلالها بتتويج بعض ملوكهم الصليبيين بالهيمنة على إدارة زمام الأمور في الكنيسة طامحين إلي تأسيس المملكة اللاتينية في القدس ولكن قد باءت بالفشل هذه الأطماع عند مجيء القائد صلاح الدين وتصديه لهم،
ولكن أيضاً قد تم هنا إتفاق تعاون رغم الصراعات المريرة التي مرت بها الكنيسة لنرى في هذه
الفترة الصليبية ما بين العام 1169م - 1165م
فنرى الفسيفساء المزين الجدران على الجوانب العليا من كلا القسمين الحائط الجنوبي بما يمثله من أشخاص من أجيال المسيح حسب ( متى 1:1-16 ) والحائط الشمالي الشرقي بما يمثله فوق صور المجامع المسكونية السبعة والمجامع المكانية الستة بتفاصيلهم على كلا الجهتين والتي تؤكد المبادئ العقائدية لإيماننا القويم في دحض البدع والهرطقات التي ظهرت في ذلك الوقت من القرن الثالث وبعده وخاصة في الحديث عن شخص السيد المسيح وطبيعته الإلهية والإنسانية الكاملتين
وبالفعل ففد كان هذا الفسيفساء المثال الحسن في الإتفاق والوحدة ما بين الشرق والغرب بالتعاون مع الإمبراطور البيزنطي إمانوئيل كومينيتوس والفنان باسيليوس مصمم العمل ومنفذه اليوناني الفنان أفرام كما نرى أيضاً رسومات على أعمدة كنيسة الباسيليكا من صور القديسين من الكنيسة الشرقية والغربية التي وضعت ما بين القرن 14 : 12.
أما الباسيليكا الحاضرة التي من القرن السادس
فتشمل على خمسة مقاطع لأربعة صفوف من الأعمدة على كلا الجهتين يمثلون 44 عموداً تبين أنها قطعت أصلاً من محجر من ضواحي بيت لحم يدعى " المصلب "
حيث يبلغ طول العمود 6 أمتار كل منها قطعة حجرية واحدة من الرخام الوردي تتوجها راسيات كورنثية بيزنطية الطابع من الرخام البيض بالإقتراب من مصطبة مربعة في صحن الكنيسة وترتفع عن أرضها حوالي متر لتعطي للزائر فكره عن كونها سطح مغارة المهد وهو الكاثوليكون القسم المركزي لصحن كنيسة الروم الأرثوذكس
فنشاهد " الأيقونسطاس " وهي كلمة يونانية تعني الحائط الخشبي الذي يحمل الأيقونات حاجباً أو فاصلاً ما بين داخل الهيكل مكان " المذبح " وسحن الكنيسة مكان وقوف المؤمنين، وهو الهيكل الأرثوذكسي الطابع المصنوع من خشب أرز لبنان والمحفور في القرن 17 فتزينها الأيقونات البيزنطية المرسومة الذهبية منها والفضية بالإضافة إلي الثريات النحاسية الضخمة التي صنعت في ننبرغ بألمانيا عام 1869م والتي قدمت من العائلة الروسية المالكة القيصر نيقولا الثاني وزوجته ألكسندرا.
في العام 1517م
بمجيء لعثمانيين الأتراك أجريت التعديلان الأخيرة للكنيسة حيث صغر المدخل إلي باب ضيق رمزاً للتواضع وحماية للمكان كذلك تم تعديل سقف الكنيسة الخشبي التي تعرض إلي الخراب لمرات عديدية فعدل من جميع طوائف الكنيسة مما أدى إلي زرع حقوق وإمتيازات لكافة الأطراف
وهذا الأمر إستدعى أن يتم حل الوضع بنظام عالمي أي بقانون دولي ينظم أوقات ومواقع العبادات بين الطوائف وخاصة
بعد حرب القرم 1854م وبالتالي بعدها تم عقد مؤتمر في باريس عام 1856م
ليكون هذا النظام نظام الوضع الراهن " الإستاتسكفو " نظام المزار بقوانين خاصة تجمع بين كافة الفئات كنتيجة للأحكام والفرمانات التي أعطيت من قبل المماليك والأتراك،
وهذا إتبع هذا النظام بإشراف الحكومة التركية وبعدها البريطانية ما تلى ذلك لتبقى الكنيسة موزعة ما بين الأطراف الثلاثة كل في موقعه بإلتزام شديد حساس إنهاء للنزاعات التي زرعت سابقاً وهكذا فإننا نحتفل بعيد الميلاد ثلاث مرات في السنة نظراً لإختلاف التقويم حسب كل طائفة،
إذ أن الروم الأرثوذكس يعيدون حسب التقويم اليولياني الشرقي القديم في 25 ديسمبر شرقي الواقع في 7 يناير
أما الغربيين فيحتفلون بعيد الميلاد في 25 ديسمبر غربي
فكلا الكنيستين تعيدان في 25 من شهر ديسمبر لكن نتيجة الفرق بين التقويم اليولياني القديم الذي وضعه يوليوس قيصر سنه 45 قبل ميلاد السيد المسيح والتقويم الغربغوياني الجديد الذي وضعه الباب غريغوريوس الثالث عشر سنه 1582م في روما ونتيجة الفرق في يومنا هذا هو 13 يوماً.
أما طائفة الأرمن
فتعتبر أن ميلاد المسيح مرتبط بظهوره في المعمودية في نهر الأردن لذلك يكون عيد الميلاد والظهور عند الأرمن في نفس يوم عيد الظهور عند الروم الأرثوذكس أي في 6 يناير شرقي 19 يناير غربي.
وأخيراً نتمنى من الله تعالى لكم جميعاً أعياداً مجيدة مباركة ملؤها المحبة والخير والسلام مليئة بالفرح الروحي الذي يرسله ملك ورسول السلام ألا وهو ربنا يسوع المسيح.
ولننشد مع الملائكة بفرح قائلين:
المجد لله فى الاعالى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة ...
المصادر:
الكتاب المقدس-
الموسوعة الكتابية-
فهرس الكتاب المقدس-
قاموس الكتاب المقدس-
felobter- عدد المساهمات : 189
نقاط : 591
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 1 نوفمبر - 23:15:10 من طرف رفعت
» صدق ولابد ان تصدق
الخميس 11 نوفمبر - 11:52:48 من طرف كيرلس فوزى
» حب ام شهوة
الإثنين 1 نوفمبر - 17:25:39 من طرف كيرلس فوزى
» وزال الاكتئاب
الأحد 24 أكتوبر - 8:24:17 من طرف ايرينى فوزى
» انقذك ام انقذ ابنى
السبت 16 أكتوبر - 9:19:41 من طرف ايرينى فوزى
» الزوجة وجارتها
السبت 2 أكتوبر - 23:06:04 من طرف ايرينى فوزى
» اوعى تقول انا وحيد
الخميس 30 سبتمبر - 11:48:54 من طرف كيرلس فوزى
» لا يدع رجلك تزل
الخميس 30 سبتمبر - 11:45:10 من طرف كيرلس فوزى
» العادات السبع للناس الأكثر فاعلية
الأربعاء 29 سبتمبر - 16:50:31 من طرف ايرينى فوزى