بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
felobter | ||||
كيرلس فوزى | ||||
ايرينى فوزى | ||||
بولس | ||||
anton1579 | ||||
ابو ماضى | ||||
Admin | ||||
انطونيوس | ||||
الراهب الصامت | ||||
orthozoksiah |
مقدمة العهد القديم
صفحة 1 من اصل 1
مقدمة العهد القديم
مقدمة العهد القديم
لماذا ندرس العهد القديم
قد يتصور البعض أنه ما دمنا نحن نحيا في العهد الجديد فلا حاجة بنا للعهد القديم وهذا تصور خاطئ وإليك بعض الأدلة.
1. العهد القديم كان كلمة الله التي أوحي بها لرجاله القديسين ليكتبوها.
أ. كل الكتاب هو موحي به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب (2تي 3: 16).
ب. لأنه لم تأت نبوَة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2 بط 1: 21).
ج. لساني قلم كاتب ماهر (مز 45: 1) (الكاتب الماهر هنا هو الروح القدس) وطالما هو كلمة الله الموحي بها فيجب أن ندرسها ونشبع بها. فكيف نهمل ما أوحي به الله.
2. طالما أن العهد القديم هو كلمة الله فيكون العهد الجديد مكملاً للعهد القديم. وكلا العهدين هما كتاب الله المقدس، كما قال السيد المسيح ما جئت لأنقض بل لأكمل (مت 17:5).
3. يقول القديس يوحنا اللاهوتي إن "شهادة يسوع هي روح النبوة" (رؤ 10:19). ويقول بولس الرسول "لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن" (رو 24:10) إذاً نحن نري يسوع من خلال العهد القديم بنبواته وتعاليمه وطقوسه.
4. هناك نبوات في العهد القديم لوقت المنتهي كنبوات دانيال وغيره (دا 17:. إذا هناك نبوات لم تتم حتي الأن. فكيف نهمل دراسة النبوات.
5. العهد الجديد يستشهد بالعهد القديم في عشرات من الآيات المقتبسة، فكيف نفصل العهد القديم عن العهد الجديد.
6. قيل أننا يمكن ان نستخرج العهد الجديد من العهد القديم ونري في العهد الجديد تحقيق العهد القديم. فالذي أوحي بالعهد القديم هو الذي أوحي بالعهد الجديد.
7. يعتبر العهد القديم شرح وتفسير للعهد الجديد.
أ. كيف كنا سنفهم كل معاني ذبيحة الصليب إن لم نفهم معني الذبائح في العهد القديم.
ب. الحروب الكثيرة في العهد القديم تشير وتشرح حقيقة الحروب الروحية التي نواجهها الأن فحين تقرأ عن حرب أثارها الأعداء ضد شعب الله، فلتفهمها علي أن الأعداء هم إبليس وجنوده وشعب الله هو نحن أي كنيسة المسيح. هناك حروب ساند الله شعبه فيها وحروب حاربها الله بالنيابة عن شعبه. ولكن هناك مبدأ هام نستخلصه من هذه الحروب إن كنت أحفظ نفسى طاهراً فالله الذي معي سينصرنى في حروبي مع إبليس فالجهاد شرط لمعونة الله.
ج. الأسماء الكثيرة المدونة في الكتاب المقدس تشير لأن اسماءنا مكتوبة في سفر الحياة.
د. الأعداد الكثيرة المذكورة تشير لأن الله يعرفنا واحداً واحداً.
8. العهد القديم الذي بين أيدي اليهود هو دليل صحة الكتاب المقدس، فالنبوات التي وردت فيه تمت في شخص المسيح تماماً وفي كنيسته كما يتضح من كتاب العهد الجديد الذي بين أيدي المسيحيين لذلك قيل أن اليهود هم أمناء مكتبة المسيحية. هم حفظوا كتاب العهد القديم بنبواته إلي أن جاء وقت تحقيقها. هم حفظوها دون تحريف ودون أن يفهموها فكانت شاهداً علي صحة الكتاب.
9. العهد القديم كان ليتعرف البشر علي شخص الله. فقبل السقوط كان الله يتكلم مباشرة مع أبوينا آدم وحواء. ولكن الخطية جعلت هناك حائلاً بين الله والإنسان، وجعلت الإنسان ضعيفاً لا يستطيع أن يري الله وإلاّ يموت " لا يراني الإنسان ويعيش" (خر 20:33) هذا مثل من يريد أن يحدق في نور الشمس فإنه يفقد بصره. فالله يتمني أن نري مجده ونفرح به. ولكن إمكانيات الجسد البشري بسبب الخطية تمنعه من رؤية الله لئلا يموت. ثم صار الله بعد السقوط يكلم الإنسان بالأحلام والرؤي (أي 4: 12-21) بعد أن كان يتكلم معهم مباشرة. ثم صار الله يكلم البشر عن طريق الكتاب المقدس. ومنه نتعرف علي طبيعة شخص الله.
أ. نري في العهد القديم حروب ودماء كثيرة، ولعنات أصابت البشر فنري غضب الله علي الخطية. فنعرف قداسة الله وبغضه للخطية.
ب. علي أننا نري أيضاً لطف الله ومحبته وعنايته وسعيه وراء الإنسان ليخلصه. وأن هناك بشر إستطاعوا أن يتلذذوا بشخص الله وعشرته. بإختصار كان العهد القديم وسيلة ليتعرف بها الإنسان علي شخص الله بعد ان فقد الإتصال المباشر مع الله نتيجة للخطية. فكيف نهمل وسيلة بها نتعرف علي شخص الله.
10. كان العهد القديم هو المؤدب حتي يأتي المسيح (غل 24:3). فمثلاً كان اليهودي يشتهي خطية الزنا، ولكنه يخاف من عقوبتها وهي الرجم، فكان يكبت شهوته. ولكن الشهوة تتعبه أما المسيحي فالنعمة داخله تميت الخطية داخله (رو3: وبهذا نعرف فضل النعمة علينا.
العهد القديم هو ظل للعهد الجديد.
1. هناك نبوات صريحة عن السيد المسيح (مثل "ها العذراء تحبل وتلد إبنا"ً).
2. هناك شخصيات ترمز للسيد المسيح (مثل إسحق ويوسف… إلخ).
3. هناك أحداث ترمز لقصة الخلاص (مثل خروج الشعب من مصر ودخولهم كنعان).
4. خيمة الإجتماع ترمز لعمل السيد المسيح الفدائي وسيأتي شرحها في سفر الخروج.
العهد القديم يشير للمسيح
1. نبوات صريحة تشير للمسيح وعمله الفدائي:
1: في مجئ المسيح
هو (زرع المرأة) يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه (تك 15:3)+ يعلن مجد الرب ويراه كل بشر جميعاً (أش 40: 5) + يأتي مشتهي كل الأمم (حج 7:2).
2: في وقت مجيئة
لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتي يأتي شيلون (تك 49: 10) نبوة دانيال عن السبعين أسبوعاً (دا 9: 24-27).
3: المسيح سيكون إلهاً وإنساناً معاً
قال لي أنت إبني وأنا اليوم ولدتك (مز 7:2)
قال الرب لربي (مز 110: 1)
مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل (مى 2:5)
4: في من يتناسل المسيح منه
من المرأة الآولي (تك 3: 15) ومن إبراهيم (تك 3:12) ومن إسحق (تك 26: 4) ومن يعقوب (تك 14:28) ومن يهوذا (تك 49: 10) ومن يسى أش 1:11 ومن داود (مز 132: 11)
5: في أنه يولد من عذراء
ها العذراء تحبل وتلد إبناً (اش 14:7)
6: المكان الذي يولد فيه
وأما أنت يا بيت لحم أفراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً علي إسرائيل (مي 2:5)
7: في أن نبياً بروح وقوة إيليا يسبقه ويعد طريقه مل1:3 + مل 5:4
8: في أنه سيبشر بالإنجيل في الجليل أش 2،1:9
9: في أنه يكون نبياً (تث 18: 15) يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلي له تسمعون
10: في أنه يثبت تعليمه بمعجزات عظيمة (أش 5:35،6) + (أش 7:42 + 2:32)
11: يدخل أورشليم علانية (زك 9:9)
12: يكون فقيراً ومهاناً ويبيعه أحد تلاميذه بثلاثين من الفضة (ثمن العبد) ويشتري بها حقل الفخارى أش 3:53 + مز 9:41 + 55: 12، 14 + زك 11: 12، 13
13: يحتمل الألام والموت لأجل خطايا العالم مز 22: 16، 17 + أش6:50 + أش5:53،8، 12
14: يهزأ به ويسخر به كثيراً مز 12:22، 13، 7، 8
15: يُسقي خلاً ومرارة علي الصليب وثيابه تقسم وتلقي قرعة علي قميصه مز 21:69 + مز 18:22
16: لا يكسر منه عظم بل يطعن جنبه بحربة مز 20:34
17: يموت مع الخطاة ولكن يدفن بالكرامة أش 9:53
18: يقوم من الأموات مز9:16،10+ أش 10:53+ مز 6:61
19: يقوم في اليوم الثالث ويقيمنا معه وبعد القيامة يحل الروح القدس هو 2،1:6 + هو 3:6
20: يصعد للسماء مز 18:68 + مز ( 3:24، 7-10 )- 10 + مز 5:47
21: حلول الروح القدس يؤ 28:2
2. شخصيات ترمز للمسيح:
كل شخص من الذين يرمزون للمسيح، نجد بينه وبين المسيح تشابهاً في نقاط كثيرة ولكننا في هذا البحث السريع سنأخذ أهم نقطة في هذه الرموز أو هذه المشابهات
1) آدم رأس الخليقة.
2) هابيل البار يموت حسداً.
3) نوح يرمز للمسيح رأس الخليقة الجديدة.
4) ملكي صادق المسيح ملك وكاهن معاً.
5) إسحق العريس السماوي وعروسته تذهب إليه للسماء (الكنيسة) له عروس واحدة لا تموت (فلم يذكر خبر موت (رفقة).
6) يعقوب العريس الذي ينزل لعروسته في الأرض، يأخذ عروستين رمز للأمم ولليهود اللتين كون منهما المسيح كنيسته (جعل الأثنين واحداً).
7) يوسف البكر الذي أعطانا ميراث الأبكار ففي المسيح صرنا كنيسة أبكار (عب 23:12).
موسي المخلص والمنقذ من العبودية للحرية (فرعون كان رمزاً لإبليس.
9) يشوع المسيح يعبر مع الشعب إلي كنعان السماوية المسيح مات وقام ليحملنا فيه إلي السماء.
10) هارون المسيح رئيس كهنة يقدم ذبيحة نفسه.
11) شمشون المسيح كان خلاصه بقوة عجبية.
12) داود المسيح الملك مؤسس الملكوت.
13) سليمان أقنوم الحكمة وباني الهيكل (جسده أي الكنيسة).
14) حزقيا المسيح يموت ولكنه يقوم بقوة لاهوته.
3. أحداث ترمز لقصة الخلاص:
1) قصة الخروج من مصر.
رحلة الخروج
قصة الخلاص
خروف الفصح
الحية النحاسية ( من ينظر لها يشفي)
ضربة الأبكار/ غرق جيش فرعون
فرعون نفسه لم يغرق( لم يذكر أنه غرق)
عماليق يحارب الشعب
هزيمة عماليق (صلاة موسي + سيف يشوع)
عبور البحر الأحمر
المن
الماء من الصخرة
الخيمة وسط الشعب
ترحال الشعب 40 سنة
ذبائح مستمرة
عبور الأردن
كنعان
موسي
فرعون يستعبد الشعب
موسي لا يدخل أرض الميعاد
يشوع يدخل أرض الميعاد
المسيح المصلوب
المسيح المصلوب (من يؤمن به يخلص)
هزيمة الشيطان
الشيطان لم ينتهي تماماً حتي الآن
الشيطان مازال يحارب أولاد الله
هزيمة إبليس بالجهاد والصلاة
المعمودية
التناول
إنسكاب الروح القدس علي الكنيسة
المسيح وسط كنيسته
حياتنا علي الأرض
قداسات مستمرة
الموت
السماء
المسيح المخلص
الشيطان يستعبد الإنسان
الناموس لا يمكنه ان يخلص
المسيح المخلص دخل للسماء كسابق لنا
2) تقديم إسحق ذبيحة هذه قصة الخلاص فإسحق يحمل الحطب رمزاً للمسيح الحامل صليبه، ورجوع إسحق حياً رمز لقيامة المسيح.
3) سلم يعقوب.
مقدمة في دراسات العهد القديم
1. عاش إسرائيل مثل كل الشعوب القديمة حياة بدائية قبلية تعتمد علي التجوال والرعي قبل أن يستقر ويتحول من قبائل إلي شعب. وحتي بعد أن إستقر أبقي علي الكثير من العادات القبلية. والقبائل عادة التي تعتمد علي الرعي تسافر بقطعانها من الغنم والماعز بحثاً عن العشب والماء. لذلك كانوا يسكنون الخيام، وإستقرت كلمة الخيام كمكان للسكن في مفهومهم حتي بعد أن صارت لهم منازل ومدن يسكنون فيها، فحينما قاد يربعام بن نباط العشرة أسباط للإنفصال عن مملكة يهوذا أو كرسي الملك داود قال " إلي خيامك يا إسرائيل" (1مل 16:12) أي فلننفصل وننعزل بمملكتنا عن بيت داود. وكمجتمع رعاة كانت تشبيهاتهم من واقع ما يعيشونه، فأقوي شئ عند الرعاة هو القرن، فإتخذ القرن علامة للقوة "إرتفع قرني بالرب" (1صم 1:2) "إلهي ترسي وقرن خلاصي وملجأي" (مز2:18). والله مشبه بالراعي أيضاً (مز 23+ حز 34).
2. عاش إبراهيم وإسحق ويعقوب ثم الأسباط حياة القبائل هذه، وما الأسباط سوي قبائل. وحياة القبائل التي تبحث عن الماء يكون من أهم الفضائل فيها الكرم مع الضيف الذي لايجد ماء ولا طعام. وهذا ما رأيناه في كرم إبراهيم ولوط مع ضيوفهما.
3. القبيلة هي مجموعة عائلات إنحدرت من أب واحد تعيش متضامنة تحمي أفرادها، لذلك إذا إنفصل أحد عن قبيلته كان يلزم أن يلجأ لقبيلة أخري تحميه، وكانت كل قبيلة تتسمي بإسم الأب الأكبر (هذا نراه في الأسباط فيقال مثلا سبط يهوذا ونراه عند العرب فيقال بني علي مثلاً….) وهذا ما يعبَر عنه أبيمالك في قوله لأقرباء أمه" تذكروا أني من عظامكم ولحمكم" (قض2:9).
4. قد تندمج قبيلة مع آخري وتتسمي بإسمها نتيجة للمصاهرة، وهذا ما نراه في إنضمام الكالبيين نسل قناز إلي سبط يهوذا (عدد 12:32 + يش 6:14) وكان القنزيين غرباء عن إسرائيل (تك 19:15) ثم دخل كالب إلي سبط يهوذا (1أي 18:2 + عد 6:13).
5. قد تضعف قبيلة فتضطر أن تدخل ضمن قبيلة آخري وتذوب فيها، وهذا ما حدث مع سبط شمعون الذي ذاب في سبط يهوذا (يش 19: 1-9) وموسي لا يذكر سبط شمعون في بركته للأسباط (تث33) لأن شمعون لضعفه ذاب في سبط يهوذا.
6. وقد ينقسم السبط أو القبيلة إلي عشائر وكل عشيرة بها رئيس يسمي رئيس ألف أو يسمونهم شيوخ أو أمير (قض 8:8، 14+ تك 40:36-43 + يش 14:7-18).
7. لكل قبيلة حدود يتم التعارف عليها ولكن تنشأ صراعات دائمة علي مصادر المياة من الأبار كما تنازع رُعاة لوط مع رعاة إبراهيم، وإستيلاء عبيد أبيمالك علي بئر حفرها عبيد إبراهيم. وواجه إسحق نفس المشكلة (تك 7:13+21: 25 +26: 19-22).
8. في الحروب بين القبائل يتقاسم المنتصرون الغنائم ولقد قنَن داود هذا المبدأ وكان النصيب الأكبر يذهب لرئيس القبيلة ثم صار يذهب إلي اللاويين أي إلي الرب.
9. كانت القبيلة تقوم بحماية ضيفها. ولذلك كاد لوط أن يعطي إبنتيه لأهل سدوم لكي ينقذ ضيفيه. وصارت مدن الملجأ تعبيراً له معني روحي ورمزي لهذا المفهوم وكانت مدن الملجاً بالنسبة لليهود طريقة للحد من الأخذ بالثار.
10. حينما تعيش عشيرة في مكان لفترة قد تتخلي عن الأسم الأصلي للسبط وتسمي نفسها بإسم مشتق من المكان الذى عاشت فيه فنسمع عن قبيلة الجلعاديين (قض 17:5) وبعد أن صارت إسرائيل دولة إنتشرت هذه الطريقة للتسمية.
11. قلنا أن الخيمة وهي أساس السكن عند القبائل، إستمرت هي التعبير عن أماكن السكن حتي بعد أن صار لهم بيوتاً ومدناً يسكنون فيها، وإستمر هذا التشبية حتي أنهم صوروا الموت علي أنه فك أوتاد الخيمة للرحيل (أي 21:4 + أش 12:38 + 2كو 5: 1). وتم وصف السلام بالخيمة المشدودة (أش 20:33). وكثرة النسل شبهت بإتساع الخيمة (أش 2:54).
12. وحينما عاش اليهود في بيوت إزدادت الرفاهية فإزدادت الخطية. ومن هنا نري حنين الأنبياء في العودة للتقشف والعودة للبرية حيث الخيمة والزهد والتقشف (هو14:2-17 + هو9:12+ أش 19:43 + أر 6:35 –7) ومن هنا نفهم ان هذه دعوة للتغرب عن العالم حتي تكون هناك علاقة صحيحة مع الله.
13. كان الأخ الأكبر ينتقل له الميراث ويجمع في يده كل شئ ويصير رأساً للأسرة ولذلك نجد لابان يقوم بالدور الرئيسى في زواج أخته رفقة. وكان للأخ الأكبر نصيب الضعف في الميراث (تث17:21).
14. كان يمكن نظراً لتعدد الزوجات أن تكون هناك أخوات غير شقيقات لأخ (أي لهم نفس الأب لكن من أمهات مختلفات). وكان يمكن للأخ أن يتزوج أخته غير الشقيقة كما تزوج إبراهيم بسارة. وكما طلبت ثامار من أمنون أن يطلبها للزواج من أبيهما داود. وهذا ما نفهمه أن في بعض الأحيان كانت صلة القرابة تنسب للأم وليس للأب، ولكن كان هذا في أحوال نادرة. إلا أن الشكل العام هو نسب الشخص لأبيه وليس لأمه. ولكن نلاحظ إهتمام الكتاب المقدس بنسبة كل ملك من ملوك يهوذا لأمه كما لأبيه.
15. هناك فريضة عبرانية أن يفتدي أحد أفراد الأسرة فرداً آخر من نفس الأسرة ويحميه ويدافع عنه ويثأر له. وهذا معروف عند كل القبائل. إلا أنه عند العبرانيين يأخذ وضعاً خاصاً بهم، فالفادي أو المخلص هو أقرب شخص للفرد المصاب أو الواقع في الأسر، فإذا إضطر الإسرائيلي أن يبيع نفسه عبداً لسداد دين فمن واجب الفادي أو المخلص أن يسرع لفك أسره وسداد دينه. وهكذا يسدد دينه لو إضطر أن يبيع منزله أو أرضه حتي لا يقع المنزل أو الأرض في أيد أجنبية. وكان بوعز هو المخلص أو الفادي بالنسبة لراعوث ونعمي عندما تخلي الفادي الأقرب عن دوره بالنسبة لهما ولعل هذا هو السبب الذي جعل كاتب السفر في أن يغفل إسم الفادي الأول إذ تخلي عن دوره وكان دور الفادي ان يشتري الحقل وأن يتزوج راعوث. وعمل الفادي هذا منصوص عليه في (لا 49:25) الذي نص علي ان العم ثم إبنه ثم باقي الأقارب عليهم أن يقوموا بالفداء. ولكن كان من حق المخلص أو الفادي أن يرفض، وكان يعلن عن رفضه بأن يخلع نعليه أمام الجماعة (تث 25: 9 + را 8،7:4) ومن واجبات الفادي الثأر. وبالطبع فواضح أن هذا الفادي هو رمز للفادي الحقيقي لنا أي المسيح له المجد الذي هو أقرب لنا من أي قريب.
16. تخصصت عشائر أو قري في حرف معينة أو مهن معينة. ودعي رأس هؤلاء الحرفيين "أب" وربما هذا تفسير قوله حورام أبي (2أي 13:2) فهو أبو الصناع والمهنيين الذين يعملون في الفضة والذهب والنحاس. لذلك فهو يدعوه حيرام فقط في سفر الملوك (1 مل 13:7) وراجع (1 أي14:4 + نح35:11 + 1 أي 21:4، 23).
17. نلاحظ انه كان منتشراً في العهد القديم تعدد الزوجات، والذي بدأ ذلك هو "لامك" من نسل قايين. أما أولاد شيث فقد إلتزموا بمبدأ الزوجة الواحدة كما هو واضح من قصة نوح فقد كان لكلا من نوح وأولاده زوجة واحدة. ثم إنتشر مذهب تعدد الزوجات (يعقوب مثلا). وكان للزوج أن يتخذ سرية. والسرية ليس لها نفس مكانة وحقوق الزوجة. وكان للرجل أن يدخل علي جاريته لو كانت زوجته عاقراً. كل هذا لزيادة النسل. فكان النسل هو أهم شئ عندهم حتي يكون للرجل مكانة وهيبة (مز 127: 3-5). لذلك كان اليهود لا يفهمون معني البتولية، فكانت بركة الرب للإنسان تعني زيادة النسل. والتلمود حدد عدد الزوجات بأربع للرجل العادي وثمانية عشر للملك. وبهذا كان سليمان حالة شاذة. ولكن كان تعدد الزوجات مصدر إضطراب العائلات كما حدث مع إبراهيم ثم يعقوب.
18. كانت المرأة تعيش في بيت أبيها في طاعة له، ثم تذهب إلي بيت زوجها في طاعة له. وكان الزوج ومازال يسمي بعل. وكلمة بعل عبرانية وتعني سيد (خر3:21) لذلك فهموا ان المرأة هي قنية من قنايا بعلها. علي أن الزوجة كان يدفع الزوج مهراً لها أي لوالدها وتصبح له العمر كله، أما السرية فكان يشتريها بثمن من والدها وله أن يبيعها بعد ذلك. وكان المهر يؤول للزوجة من والدها في حالة وفاته أو طلاقها ولعل هذا ما كانت تعنيه ليئة وراحيل أن أباهما لابان باعهما وأكل ثمنهما أي لم يعطهما حقهما في المهر عندما غادرتا بيته نهائياً، إذ كانتا لن ترياه ثانية.
19. حدد الربيين (معلمو الشريعة) سن الزواج بـ 12 سنة للبنت، 13 سنة للولد، ولصغر السن المسموح به للزواج كان الوالدين يختارون لأبنائهم دون إستشارتهم كما أرسل إبراهيم عبده لإختيار زوجة لأسحق. إلا أن القوانين البابلية والتي كانت تحكم عائلة رفقة كانت تحتم أن يستشير الأخ الأكبر (لابان في هذه الحالة) أخته (رفقة في هذه الحالة) إذا كان الأب متوفياً.
20. كانت جريمة الإعتداء علي فتاة عذراء تحتم الزواج منها مع تقديم مهر زائد عن المهر العادي. دون أن يكون للزوج فيما بعد حق طلاقها (خر 17،16:22+ تث 29،28:22).
21. كانوا يفضلون الزواج من الأقارب (إسحق ورفقة مثلاً) ولا يفضلون الزواج من أسباط اخري ولا بأجنبيات إلا أن هذا كان مسموحاً به ونجد أن نحميا تشدد جداً في فصل الزواج من أجنبيات.
22. كان الزواج من العمة أو الخالة مباحاً. وموسي نفسه ثمرة زواج من هذا النوع. ولكنه حرم بعد هذا (لا 13،12:18+ لا19:20). وكذلك تم تحريم الزواج من أختين كما فعل يعقوب (لا18:18).
23. غالبا لم يكن للزواج طقوس دينية، ولكن هناك وثيقة للزواج ووثيقة للطلاق (تث 24: 1-3+ أر 8:3). حقاً لانجد في العهد القديم إشارة لوثيقة الزواج لكن لا يعقل أن يكون هناك كتاب طلاق ولا يوجد وثيقة زواج. وقد عثر في جزيرة فيلة علي عقد زواج يهودي مكتوب فيه ( أنا زوجها وهي زوجتي للأبد).
24. كانت العروس تستعد بلباس برقع ولا تنزعه سوي في غرفة الزوجية، وهذا يفسر لماذا وضعت رفقة برقعاً علي وجهها عندما رأت إسحق. وبذلك أيضا خدع لابان يعقوب. وكان العريس يلبس تاجاً (نش11:3+ أش 10:61) وراجع (نش 3،1:4+ 6: 7) لتري نقاب العروس. وكانت العروس أيضا تحيط بها صديقاتها منذ خروجها من منزلها إلي لحظة وصولها إلي منزل العريس (مز 15:45) وتلبس أفخر الثياب وتلبس جواهرها. وكانت تنشد الأناشيد في مديح العريس والعروس (أر9:16). وتقام ولائم وإحتفالات لمدة أسبوع (تك 27:29 + قض 12:14).
25. كانت هناك مدرستين في موضوع السماح بالطلاق فقد نص في (تث 1:24) أن الرجل له أن يطلق إمراته إن لم تجد نعمة في عينيه، فإحدي المدارس شددت في هذا وقالت لا يطلق الرجل إمراته إلا إذا وجدها زانية (ليست بكراً) أو إكتشف انها سيئة التدبير. والمدرسة الثانية تساهلت تماماً حتي أنها أباحت الطلاق إذا كانت المرأة لا تجيد الطهي، أو إذا أعجب الرجل بإمراة آخري. ويكون الطلاق أمام شاهدين، ويعطي الرجل زوجته وثيقة طلاق تستطيع بها ان تتزوج ثانية. ولكننا من (ملا 16:2) نفهم ان الله يكره الطلاق. ومن تعليم السيد المسيح نفهم ان الله سمح لهم بالطلاق لقساوة قلوبهم. وإعلانا من الله أنه يكره الطلاق لم تسجل حالة طلاق واحدة في العهد القديم راجع (مت 19: 7،.
26. لم يكن من حق المرأة ان تطلب الطلاق، لذلك كان لو أرسلت إمرأة وثيقة طلاق لزوجها إعتبر هذا عملاً غير مسموح به وضد الشريعة اليهودية ولذلك كان ما قاله الرب يسوع "وإن طلقت إمرأة زوجها…" جديداً علي مفاهيم اليهود. (مر12:10).
27. كانت الأرملة التي لم تنجب أولاداً ذكوراً، كان من حقها أن تتزوج من شقيق زوجها لتنجب أولاداً. وأول ولد يكون علي إسم الزوج المتوفي (تث5:25-10). راجع قصة أولاد يهوذا مع ثامار وقصة راعوث.
28. كان للرجل ان يبيع أي شئ يملكه حتي بناته، لكنه لا يحق له ان يبيع زوجته حتي الأجنبية التي إغتنمها في الحرب (تث 10:21، 14).
29. ساوت الشريعة في كرامة الأم كما الأب (تث 18:21-21) + "أكرم أباك وأمك".
30. كان النسل الكثير أهم عناصر البركة (را11:4-12) + (تك 60:24 + تك 4:26 +تك 5:15 + تك 17:22 + مز 3:127-5) لذلك اعتبر العقم لعنة أو تجربة. لذلك شعرت أم صموئيل بالعار إذا لم تنجب. وكان النساء يتحايلن علي ذلك بتبني الأولاد حتى من جواريهن.
31. كان البكر يحصل علي أكبر نصيب. ولكن هذه القاعدة لم تطبق في حالة إسحق الذي كان أصغر من إسماعيل، ولا في حالة يعقوب فقد كان أصغر من عيسو. وكان سليمان أصغر أبناء داود والسبب أن الله أراد أن يشرع أن المختار من الله ليس بالضرورة هو البكر جسدياً فإسرائيل هو الإبن البكر الذي حلت الكنيسة مكانه بإتحادها بالمسيح البكر المختار.
32. إستخدم العبرانيون أسماء دخل فيها أسم الله "إيل" مثل صموئيل أو إسم "يهوه" مثل ناثان ياهو أي يهوه أعطي، وذلك حين بدأت علاقتهم بالله. أما في زمان إنحدار علاقتهم بالله فتسموا بأسماء الله أخري مثل البعل، فسموا أبنائهم يربعل أو أشبعل (قض 1:7+ 1أي 33:. وبعد السبى دخلت أسماء أرامية وبعد حكم اليونان والرومان دخلت أسماء يونانية ورومانية، بل تسمي الشخص الواحد بإسمين مثل يوحنا مرقس، شاول بولس. وكان تغير الأسماء يشير لسلطة من غير الأسم. ففرعون غير إسم يوسف وفرعون غير إسم الملك إلياقيم وجعله يهوياقم. ونبوخذ نصر غير إسم متنيا إلي صدقيا وغير أسماء دانيال والثلاثة فتية.
33. عرف الختان في معظم شعوب الشرق ولكن كان للختان عند اليهود معني ديني هو العهد مع يهوه. والكتاب لم يطلق لفظ أغلف إلا علي الفلسطينين غالباً لأنهم كانوا لا يختتنون. وغالباً فقد كان الختان مرتبطاً بالزواج قبل أن يكون طقس ديني، لذلك يسمي العريس بالختن، وكذلك قالت زوجة موسي عنه "عريس دم" (خر 24:4-26). وبهذا المنطق أقنع أولاد يعقوب أهل شكيم أن يختتنوا قبل زواج إبنهم من دينة. وكلمة عريس بالعبرانية وكل مشتقاتها تجئ من الفعل العبراني "ختن". وكون أن الختان سابق للناموس فواضح من أن الله أعطاه لإبراهيم كعلامة عهد وراجع أيضاً قول السيد المسيح (يو22:7) فاليهود قد إعتبروا أن الختان قد شرعه موسي.
34. كان الختان هو العلامة الخارجية للدخول في عهد مع الله، فالدخول في عهد يتطلب دائما علامة خارجية (أر 18:34 + تك 9:15 + تك 44:31).
35. كما قلنا فمفهوم الختان هو أن يصبح الرجل عريساً وبالتالي يكون له نسل وأولاد وهذه هي علامة البركة (كثرة البنين). ومن هنا كان الختان علامة العهد مع الله لأنه حين يدخل الشخص في عهد مع الله يباركه الله وهذا ما نفهمه من (تك 28:1) أن الله بارك أدم وحواء وقال لهم أثمروا واكثروا واملاوا الأرض وبهذا المفهوم نفهم النص (لا19 :23،24) فالشجرة التى لا يأكلون ثمرها يسميها شجرة غلفاء ويسمي الشجرة التي لها ثمار، شجرة مختونة. وبهذا المفهوم نفهم معني الأذن المختونة والقلب المختون. ويضاف لذلك أن الختان فيه قطع لجزء من الجسم وتركه ليموت فيحيا باقي الجسم (أي الأنسان) في عهد مع الله. وذلك إشارة ورمز للمعمودية التي هي موت وحياة ونقوم منها كأولاد الله.
36. إهتم الأباء بجانب تعليم أولادهم القراءة والكتابة والتقاليد والأناشيد الدينية، أن يعلموهم إحدي الحرف وغالباً ما تكون هي حرفة الأب. قال أحد الربيين من لا يعلم إبنه حرفة، يربيه لكي يصير لصاً. ولذلك تعلم بولس صناعة الخيام. ولأن الأب كان له دور المعلم أساساً إعتبر الكاهن المعلم أباً فدعي يوسف أباً لفرعون لأنه كان مشيراً له (تك 8:45 + قص 19:18) الذي منه نري ان الكاهن أسموه أبا لهم.
37. كانت المرأة عادة لا تذهب للتعليم، وكل ما تتعلمه في البيت هو الطهي والغسيل، وكانت المرأة عادة تضع برقعاً. وكان من العادات الإجتماعية والتقاليد أن المرأة لا تكلم غرباء، وأن يمتنع الرجل عن أن يكلم نساء، لذلك تعجب التلاميذ إذا وجدوا المسيح يتحدث مع السامرية فهي أمرأة وثانياً هي سامرية. وكان النساء يمنعن من دخول الهيكل فيما بعد رواق النساء المسموح بتواجدهن فيه. وكان النساء غير مسموحاً لهن أن يحضرن الجزء الخاص بشرح الناموس والوصايا التي يقوم بها الكتبة. وكانت المرأة ممنوعة من التعليم.عموماً كانت المرأة في درجة أقل كثيراً من الرجل بل كان الرجل يصلي قائلاً مبارك هو الذي لم يخلقني وثنياً ومبارك هو الذي لم يخلقني إمرأة ومبارك هو الذي لم يخلقني عبداً أو رجلاً جاهلاً. لذلك كان المسيح يبدأ عهداً جديداً للمرأة إذ علم النساء وتحاور معهن، وكان منهن تلميذات له (لو1:8-3+ مر 41:15+مت 20:20). ولكن فى نفس الوقت علم المسيح تلاميذه أن لا ينظرن نظرة شهوانية للنساء، فالذي ينظر ليشتهي هو يزني في قلبه.
38. لم يعرف العهد القديم معني البتولية، فكانت شيئاً غير مفهوم. ولما أراد يفتاح تقديم إبنته ذبيحة قالت " اتركني شهرين فأذهب إلي الجبال وأبكي عذراويتي" فكان عدم الزواج مثل العقم، يعتبر لعنة أو وضعاً وضيعا (ً لو25:1) فالتي لا تتزوج لا يحترمها المجتمع اليهودي. لذلك قد نفهم قول الأنبياء " عذراء إسرائيل" (عا 2:5 + مرا 15:1 + 13:2) أنه تأكيد علي بؤس إسرائيل ونهايته كنهاية العذاري دون أن يتركن أولاداً. وقال الربيون "أن الرجل غير المتزوج ليس رجلاً علي الإطلاق" لذلك كانت حالة إيليا حالة شاذة وسط الأنبياء اليهود.
مقدمة عن أسفار موسى الخمسة
تسمى أسفار موسى الخمسة باليونانية pentateuch أي الأسفار الخمسة. وهي تمثل الجزء الأول من الكتاب المقدس في العهد القديم الذي ينقسم لثلاث وحدات:
أولاً: الناموس أو التوراة: ويحوي أسفار موسى الخمسة.
ثانياً: الأنبياء: وينقسم إلى قسمين. الأنبياء الأولين والأنبياء المتأخرين والقسم الأول يضم يشوع والقضاة حتى الملوك. ويضم القسم الثاني أشعياء وأرمياء وحزقيال والاثنى عشر نبياً الصغار.
ثالثاً: الكتوبيم: ومعناها الكتب وهذا بدوره ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1. كتب شعرية مثل المزامير والأمثال وأيوب.
2. كتب ميحيلوت مثل النشيد وراعوث والمراثي والجامعة واستير.
3. كتب تاريخية غير نبوية مثل دانيال وعزرا ونحميا وأخبار الأيام
وبهذا تظهر أسفار موسى الخمسة كوحدة تسمى الناموس وهي تمثل وحدة تاريخية مترابطة معاً. تبدأ بخلق العالم من أجل الإنسان ثم خلق الإنسان نفسه وإذ سقط هيأ له الله الخلاص. فإختار الله إبراهيم ونسله خلال إسحق ويعقوب وفي مصر بدأت البذرة الأولى للشعب الذي هيأه الله ليتحقق خلاله الخلاص للبشرية كلها. ثم أقيم موسى كأول قائد لهذا الشعب وليخرج الشعب من عبودية فرعون وخلاله تمتعوا بالعهد عند جبل سيناء، وأخيراً وقف بهم عند الشاطئ الشرقي للأردن ليسلمهم في يد قائد جديد هو يشوع، كأنه بالناموس يسلمنا ليسوع قائد الحياة وواهب الميراث.
سفر التكوين:
يبدأ السفر ب "في البدء خلق الله السموات والأرض.. وروح الله يرف ليعطي حياة. وهذه البداية تعطينا فكرة أن الله يريد أن يعطي حياة للبشر، بل نرى أن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله وأعطاه سلطان على كل الخليقة. فالإنسان كان كسفير لله على الأرض يحمل سلطاناً وسيادة على كل ما على الأرض وما تحتها وما في البحار وما في الجو، ليس له سيد من كل الخليقة، بل هو سيد الخليقة الأرضية. وكان هذا مجداً للإنسان وإعلاناً عن إرادة الله من ناحية الإنسان ثم يعرض لنا سفر التكوين قصة السقوط، والسقوط معناه إنفصال الإنسان عن الله فلا شركة للنور مع الظلمة، وكان هذا معناه الموت، فالله هو مصدر الحياة. ولذلك ينتهي سفر التكوين بهذه النهاية "ثم مات يوسف.. فحنطوه وَوُضِعَ في تابوت في مصر. حقاً كما يقول القداس الغريغوري "أنا أختطفت لي قضية الموت" ولاحظ أن الله لم يكن يريد الموت للإنسان. ولاحظ أيضاً أن يوسف مات في أرض مصر وهي تشير لمكان العبودية. إذاً بعد أن كان الإنسان على صورة الله فقد السلطان والحرية وصورة المجد التي كان عليها من قبل، فالله خلق آدم على صورته حراً وله سلطان، ولكن التحنيط يعطي رجاء الخلاص فهو إشارة لحياة أخرى.
خطة الله لخلاص الإنسان
1. الوعد الإلهي: منذ سقط آدم والله أعطاه وعداً بالخلاص "نسل المرأة يسحق رأس الحية" ثم نجد وعود الله لإبراهيم ونرى تجدد الوعد في نسله.
2. الاختيار: ظهر الوعد الإلهي متجلياً في الاختيار. فلا فضل لآدم في اختياره كإنسان يحمل السيادة على الأرض كلها. ولا فضل لإبراهيم ولا للشعب حتى يختارهم الله كرجال له يخرج منهم المخلص الذي يخلص العالم.
3. العهود: كانت العهود أساسية في المجتمعات الشرقية، كالعهد الذي أقيم بين إبراهيم وأبيمالك وبين يعقوب وحميه (تك23:21،44:31). ونجد أن الله قد رفع شأن الإنسان ودخل معه في عهود مثل قوس قزح (تك9) ثم مع إبراهيم (تك15). ثم أعطى الله علامة في جسد كل ذكر أي الختان (تك9:17-14) ثم ختم الله العهود بدم الذبائح الحيوانية إشارة إلى العهد الذي يسجله الآب على الصليب بدم إبنه.
4. الشريعة: إرتبطت في سيناء الشريعة والذبائح، فلا إنفصال بين الوصية والعبادة.
سفر التكوين يقدم لنا الله كأب حنون يرعى أولاده ويدبر أمورهم المادية والروحية فهو الذي أسس لهم الأرض وما عليها ليحيوا ويشبعوا، وهو الذي يهيئ لهم الخلاص. أي أنه خلق للإنسان الأرض المادية والسماء المادية لينطلق به إلى السماء الجديدة والأرض الجديدة. وهذا السفر يعرض لنا العلاقة بين الله والبشر. ونرى في هذا السفر الله كصديق للبشر يتمشى في الجنة ليلتقي بالإنسان. ونراه يأكل مع عبده إبراهيم، ونراه يصارع مع يعقوب. ورأينا في هذا السفر أهمية الذبائح وهي عبادة وكيف أن العبادة هي سر مصالحة مع الله. ونرى في هذا السفر العداوة المستمرة بيننا وبين الشيطان (15:3). ونرى الله يتعامل مع كل إنسان في ضعفه محاولاً أن يرفعه.
سفر الخروج:
انتهي سفر التكوين والشعب في مصر رمزاً لعبوديته كنتيجة مباشرة للخطية ثم جاء سفر الخروج يعلن بطريقة رمزية عن خلاص الله المجاني. فقدم لنا خروج الشعب من أرض العبودية بيد الله القوية منطلقاً نحو حرية مجد أولاد الله وجاءت القصة كلها كرمز حتى يظهر الله عمل الشيطان ورمزه هنا فرعون الذي استعبد الشعب، حقاً هو كان يشبعهم "سمك ولحم وكرات.. " وهذا رمز للملذات الجسدية التي يعطيها عدو الخير لنا حتى ننشغل بها، ولكن فرعون هذا لم يكن يعطي مجاناً، فهو كان يسخر الشعب في عبودية قاسية بل يقتل أبكارهم وهذا بالضبط ما أراد الله لنا أن نعرفه عن إبليس أنه "كان قتالاً للناس" وأن الله وحده هو الذي يعطي بسخاء ولا يعير.
والسفر كله ينطق بالفداء. وإن الدم ينقذ. والعبور في البحر إشارة إلى المعمودية والمن إشارة للمسيح الذي أعطانا جسده ودمه لنحيا. والماء الذي خرج من الصخرة إشارة للروح القدس الذي أعطى للكنيسة. وتسبحة مريم وموسى هي صورة للكنيسة التي إمتلأت بالروح فإنطلقت تسبح وهي فرحة بحريتها ولاحظ في (8:3)
"فنزلت لأنقذهم" التي فيها إشارة واضحة للتجسد. وفي السحابة وعمود النار نرى المسيح وسط شعبه دائماً كسر إستنارتهم وكقائد لهم. ونرى محاولات إبليس أن يذكر الشعب بقدور اللحم (أي لذة الخطية) ولا يجعله يذكر العبودية ولسعات سياطها "هذا ما تسميه الكنيسة" تذكار الشر الملبس الموت" ونلاحظ في هذا السفر محاولات الشيطان في عرضه أنصاف حلول على موسى، نقصد فرعون رمز الشيطان. ونرى في ردود موسى عليه الطريق التي يرضاها الله في حوارنا مع عدو الخير، أن لا أنصاف حلول بل ننطلق نحن ونساؤنا وأولادنا ومواشينا أي كل ما لنا لمسيرة 3 أيام لنعبد الرب. إذاً المقصود أن نترك أرض الخطية والعبودية تماماً ولا نقبل بأقل من هذا.
هذا السفر يعلن أن الله لا يريدنا عبيداً بل أحراراً. ولكن هناك شرط
الوصايا العشر: فليس لنا استمرارية في حياة الحرية إلا بالالتزام بالوصايا. بل أن هذه الوصايا هي شروط العهد مع الله، إن التزم بها الشعب يكون لهم بركات وإن خالفوها تنصب عليهم اللعنات وهذا يبدو بصورة واضحة في (لا26 وتث28)
وبعد الحرية وبعد أن خرج الشعب من أرض العبودية يعطيهم الله بركة عظيمة جداً هي خيمة الاجتماع ليحل الله وسطهم ويسكن بينهم.
إذاً فسفر الخروج يختتم بأمرين. استلام الشريعة وخيمة الاجتماع. وكأن العبور وهو إنطلاق إلى الحرية خلال الاتحاد مع الله والوجود الدائم معه إنما يتحقق خلال كلمة الله أو الوصية والعبادة (الخيمة). فالوصية هي القائد للنفس للدخول إلى السماويات. والعبادة هي عبور للشركة مع السمائيين في ليتورجياتهم. العبادة هي غاية العبور "إطلق شعبي ليعبدونني" خلالها نتعرف على قانون السماء (الوصية) ونتدرب على السكنى مع الله (الخيمة السماوية)
إذاً نرى الإنسان في سفر التكوين سرعان ما فقد علاقته بالله فخسر سر حياته، ثم يأتي سفر الخروج ليعلن خلاص الإنسان بخروجه من عبودية إبليس، فرعون الحقيقي، لينطلق نحو كنعان الأبدية، خلال برية هذا العالم.
سفر اللاويين:
بعد عبور الشعب نجد هنا الله القدوس يلتصق بشعبه خلال الحياة المقدسة التي ننعم بها خلال السيد المسيح الذبيح والكاهن في نفس الوقت. هذا السفر هو سفر القداسة التي بدونها لا نعاين الله ولا نقدر على الاتحاد معه. هذه القداسة هي عطية الله توهب لنا خلال ذبيحة السيد المسيح الفريدة والتي كانت الذبائح الحيوانية في هذا السفر رمزاً لها. هنا نرى للقداسة شقين:
الأول: دم المسيح وتعبر عنه الذبائح. وقد قام المسيح بهذا العمل وحده.
الثاني: جهاد الإنسان حتى يصير قديس ويتم هذا بأن يترفع الإنسان عن الأرضيات ولا يتلامس مع دنس هذا العالم.
هو سفر الكهنوت والطقوس والشريعة والتطهيرات، هو سفر العبادة، حتى تحيا الجماعة مقدسة في الله القدوس. والكهنة واللاويين هم أداة إلهية للخدمة، لخدمة الجماعة الذين هم أعضاء فيها يعملون لحساب الجماعة وليس لحساب أنفسهم
سفر الخروج أظهر الله كإله مهوب لا يستطيع الشعب أن يقترب إليه أما هنا فنجد الله يسكن وسط شعبه ليحملوا سماته فيهم أي القداسة.
إذا كان سفر اللاويين يهتم بالإعلان عن دور الكهنة فسفر التثنية يهتم بالأكثر بأن يقدم ملخصاً وشرحاً للشريعة للاستعمال الشعبي العام.
ملخص هذا السفر "إني أنا الرب إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأني أنا قدوس" (44:11). إذاً في هذا السفر نعرف كيفية الاقتراب من الله.
سفر العدد:
هو سفر الجولان في البرية ورحلات الشعب فيها، بل تيهان الشعب في البرية، حتى وصولهم إلى موآب وإشرافهم على أرض الموعد. في هذا السفر نرى عمل الله مع الإنسان لتهيئته لدخول أرض الموعد. هو سفر الجهاد في هذه الحياة بعد أن حصلنا على الحرية والولادة الجديدة والعبور بالمعمودية، هو الجهاد المصحوب بالنعمة الإلهية، ونرى فيه الله مصاحباً شعبه كسحابة وكعمود نار. ولم يجعلهم يعتازوا شيئاً لمدة 40 سنة.
ولكننا في مقابل محبة الله نرى من الإنسان تذمر وقلة إيمان وعناد دائم وفي مقابل هذا نرى تأديب الله، ليس إنتقام بل تأديب حتى يضمن لنا الله الوصول لأرض الميعاد. هذا السفر يبرز بشاعة الخطية وأنها تدان دائماً ويسقط مرتكبها تحت التأديب حتى لو كان نبياً مثل موسى. ولكننا نرى الشفاء خلال الحية النحاسية رمز الصليب. ونرى أيضاً قوة الشفاعة ممثلة في صلاة موسى ونرى أن الرحلة تستلزم النظام الكهنوتي وبتر المعتدين عليه (قورح وداثان...).
نرى في هذا السفر سقطات الشعب وانتصاراتهم رمزاً لحياتنا في غربة هذا العالم.
سفر التثنية:
يشرح فيه موسى للشعب عمل الله معهم ونعمته في اختيارهم والحفاظ عليهم. والمسيح في حربه مع إبليس إقتبس ردوده عليه من هذا السفر. هنا نرى بركات الاقتراب من الله.
سفر يشوع:
هو دخول يشوع مع الشعب إلى أرض الموعد رمز لدخولنا مع المسيح يسوعنا الأرض السماوية أورشليم السماوية في نهاية هذا العالم. وعبور الأردن هنا رمز للموت في نهاية رحلتنا أما عبور البحر الأحمر فهو رمز للمعمودية (1كو1:10،2).
الخط العام:
التكوين: الله يعطي حياة ← الخطية والسقوط ← موت وعبودية ← وعد بالخلاص.
الخروج: العبور للحرية بواسطة الدم ← المعمودية في البحر ← التناول من المن ← الله وسط الشعب ← شرط الالتزام بالوصية.
اللاويين: دم المسيح (الذبائح رمز) يقدس ← الجهاد لنكون قديسين.
العدد: رحلة غربتنا في هذا العالم ← سقوط وقيام.
التثنية: نعمة الله في الحفاظ على شعبه واهتمامه بكل صغيرة وكبيرة.
يشوع: نهاية الرحلة ← نهاية حياتنا على الأرض = عبور الأردن ← أورشليم السماوية.
المقدمة
كاتب الأسفار الخمسة هو موسي النبي
1. شهادة العهد القديم:- نسمع كثيراً "كلم الرب موسي" (خر 25: 1) في الأسفار الخمسة وفي باقي العهد القديم نسمع كثيراً " كما هو مكتوب في شريعة موسي رجل الله (عز 2:3) والله هو الذي أمر موسي أن يكتب كل هذا تذكاراً (خر 14:17) فالله أراد أن يذكر ويسجل كل أعماله مع شعبه. راجع (عز 2:3، 18:6 + نح 1:8 + دا 13:9 + مل4:4).
2. شهادة العهد الجديد:- نسب المسيح والرسل الشريعة والناموس لموسي (يو5: 46-47 وراجع أع 21:15 + رو 10: 5).
3. تثار أسئلة كيف كتب موسي وكيف عرف كل هذه المعلومات
أ. الكتاب كله موحي به من الروح القدس الذي ساق أناس الله القديسون لكي يكتبوا ما كتبوه راجع، (2تي16:3 + 2بط 21:1).
ب. أخبار الخلقة وأخبار الآباء تناقلت عبر رجال الله الأتقياء بدون تشويه عبر أجيال نحددها كالآتي، آدم – متوشالح – سام – إبراهيم – إسحق – لاوى – قهات – موسي. والأحداث هنا تم تناقلها شفوياً من جيل إلي جيل.
ج. إذا كان الله قد أظهر لموسي مثال لخيمة الإجتماع علي الجبل ليصنع مثلها راجع (خر 40:25)، فهل لا نتصور أن الله لا يظهر كل الحق لموسي سواء بصورة أو برؤيا ليكتبه شهادة للأجيال وهذا الكلام سيبقي لآخر الأيام، في الوقت الذي يظهر له الله مثالاً لخيمة سينتهي إستخدامها بعد عدة مئات من السنين.
د. موسي تهذب بكل حكمة المصريين (خر 10:2 + أع 21:7) فهو قادر علي الكتابة.
ه. جاءت الأسفار الخمسة تضم كثير من الكلمات المصرية. صفنات فعنيح (تك 45:41) وأسنات (تك 45:41) وبعض اسماء المدن وإستخدم لكلمة كأس الكلمة المصرية طاس. وأورد عادات مصرية معروفة مثل عزل إخوة يوسف عن يوسف والمصريين علي المائدة (تك 32:43 + تك 34:46 + 22:47) والمعلومات الجغرافية الواردة صحيحة فهذا يقطع بأن كاتب هذه الأسفار عاش في مصر ويعرفها.
إسم السفر
يدعي في العبرية "بي راشيت" وهي الكلمة الآولى في السفر وهي عبرية وتعني "في البدء" وتسميته التكوين فمترجمة عن السبعينية وتعني الأصل أو بداية الأمور وفي الإنجليزية Genesis ومنها Generate بمعني يلد أو يولد أو ينتج، “Generation” بمعني توليد أو نسل أو ذرية أو جيل أو نشوء. وهكذا جاءت نفس الكلمة في أول آية في أنجيل متي The book of the generation of Jesus وهي اليونانية BiBλOS ΓeυσEWς.
والسفر يحوي فعلاً البدايات لكل شئ فهو يحوي بداية الخليقة وبداية الجنس البشري وبداية الزواج وبداية دخول الخطية والموت وبداية نشأة الأمم والحرف والفنون وإختراع مخترعات. وهو يحوي أيضا سلسلة الأنساب الأولى.
سمات السفر وغايته
1. كتب موسي وسجل تاريخ العالم في شئ من البساطة التي يفهمها الرجل العامي فهو ليس كتاباً علمياً، ولكن حين تعرض للعلم لم يخطئ. وكان أن إبتعد في كتاباته عن الخزعبلات التي إنتشرت في وقته وكانت في وقتها هي النظريات العلمية السائدة. هو نظر في أعمال الله ليظهر نفعها للبشر ويظهر الله كخالق ماهر يخلق كل هذه الطبيعة حتي يتمتع بني ادم بها، ولم ينظر إلي فلسفات أو نظريات علمية في طبيعة الخلقة.
2. كون أن الله خلق العالم فهذا يثبت أن العالم ليس أزلياً ولا أبدياً فله بداية وله نهاية.
3. يبرز هذا السفر أن الإنسان ليس مجرد خليقة وسط ملايين الكائنات لكن كائن فريد يحمل السمة الأرضية في الجسد والسماوية في الروح. وقد وهبه الله الإرادة الحرة دوناً عن باقي المخلوقات فالكواكب لها قوانين تسير عليها والحيوانات تسلك حسب غريزة طبيعيه.
4. يظهر السفر إعتزاز الله بنا فهو ينسب نفسه للبشر ويدعو نفسه " إله إبراهيم وإسحق ويعقوب… فهو يود أن يكون إلهاً خاصا بكل إبن له". بل هو أب للإنسان ولم يخلقه أسيراً ولا في ذل يتحكم فيه كيفما أراد، بل خلقه ليكون إبناً له، خلق لأجله المسكونة، وهيأ له الأمجاد الأبدية ليرفعه إلي حيث يوجد الله أبوه ليعيش الإنسان شريكاً في المجد، متنعماً بالأبوة الفائقة. إذن هو السفر الذي بدأ بشرح علاقة الله بنا. وشرح السفر أهمية الوصية الإلهية وخطورة مخالفتها.
5. فضح عدو الخير وأعلن خططه المهلكة وشهوته من جهة هلاك الإنسان. ووعد الله بالخلاص من هذا العدو، وفي نفس الوقت يظهر الله صداقته للإنسان، فيتمشي صوته عند هبوب ريح النهار علي الجنة ليلتقي بالإنسان الساقط، وفي الحقل يحاج قايين الخاطئ القاتل، "وعند ثورة بابل ينزل ليري ماذا يفعل الإنسان، ويقبل ضيافة إبراهيم مع ملاكيه" ويصارع مع يعقوب ليصلح شيئاً ما في داخله. ولنلاحظ أن السفر يظهر قدرة الله علي الخلقة ويظهر محبة الله للإنسان ولكن إعلان قدرته سهل فالسموات بجندها تحدث بمجد الله والفلك بمداراته يخبر بعمل يديه، أما محبة الله وحتي يظهرها للإنسان كلفته الكثير فقد خبر بها إبنه الوحيد المتجسد علي الصليب. إذاُ هناك صراع بين الله المحب الذي لا يريد أن يهلك أي أحد بل أن يخلص كل واحد وبين الشيطان الذي يتودد للإنسان بملذات العالم، وميدان الصراع هو الإنسان الذي خلقه الله حراً. بل هناك من قال أن الكتاب المقدس كله جاء ليكشف ما ورد في هذا السفر عن حديث الله للحية " أضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه (15:3). فالكتاب المقدس يعلن الصراع المر بين عدو الخير والإنسان.
6. نجد أن الخطية قد أفسدت عيني الإنسان وأفقدته القدرة علي لقاء صديقه الأعظم الله. فكان الله قد خلق الإنسان بعد أن هيأ له خلال ملايين السنين أرضاً وسماء وبحراً هي جنة بالحقيقة، بل كان الله شريكاً للإنسان في عمله ورفيقاً له يكلم الإنسان ويريد مجده. وجاءت الخطية فأقامت حاجزاً كثيفاً بين الله والإنسان فعجز الإنسان عن أن يدخل في حوار مع الله وذلك للآتى:-
أ. لا شركة للنور مع الظلمة وقد إختار الإنسان طريق الظلمة أي الخطية.
ب. مع زيادة حجم الخطية إزداد سمك هذا الحاجز الكثيف، فنجد أن الله بعد سقوط آدم وقايين مباشرة يأتي ليكلمهم. ولكن نجد أن الإنسان بدأ يهرب من لقاء الله، فآدم مثلاً إختبأ من أمامه خائفاً أن يفتضح من نوره، كان آدم مثل من لا يستطيع ان ينظر في نور الشمس حتي لا تحترق عيناه وكمن يفضل أن يتستر بالظلام ليتداري شكله المزري.
ج. حَرصَ الله فى محبته أن يخفي نفسه عن الإنسان وكان هذا رد الله علي موسي حين طلب أن يري مجده (خر33) والسبب " لا يراني الإنسان ويعيش" فالله خاف علي موسي وعلي الإنسان أن يحترق ويموت عند رؤيته وهو نار ونور والخطية أضعفت طبيعة الإنسان مثل المرض حينما يفسد صحة إنسان. فكان إحتجاب الله يظهر محبته من ناحية حتي لا يهلك الإنسان ويظهر أيضا قداسته فلا شركة للنور مع الظلمة وقد إختار الإنسان طريق الظلمة، طريق الإنفصال.
د. لم يسكت الله علي هلاك الإنسان بل كان التجسد ليعيد الوحدة بين الله مع الإنسان ثم الصليب لتموت طبيعة الإنسان العتيقة ويأخذ طبيعة جديدة. وهذا شرحه الله في سفر التكوين حينما شرح الطريقة التي سترت آدم وهي الذبيحة ثم السلوك الحي حتي يتحقق عودة الصداقة بين الله والإنسان.
7. في عرض السفر لحياة الأباء البطاركة رأينا
أ. الله يعمل في أولاده طالما وجد فيهم بصيصاً من الإيمان (إبراهيم/ إسحق...).
ب. أبرز الله بطولاتهم الرائعة الإيمانية الحية.
ج. كشف الله عن ضعفاتهم ولم يضفي عليهم مسحة من العصمة من الخطأ وذلك:- 1-حتي لا نيأس إذا أخطانا، فقد أخطأ الآباء ولم يهلكوا. 2-حتي ندرك أنه ليس صالح ليس ولا واحد والكل محتاج
لماذا ندرس العهد القديم
قد يتصور البعض أنه ما دمنا نحن نحيا في العهد الجديد فلا حاجة بنا للعهد القديم وهذا تصور خاطئ وإليك بعض الأدلة.
1. العهد القديم كان كلمة الله التي أوحي بها لرجاله القديسين ليكتبوها.
أ. كل الكتاب هو موحي به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب (2تي 3: 16).
ب. لأنه لم تأت نبوَة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2 بط 1: 21).
ج. لساني قلم كاتب ماهر (مز 45: 1) (الكاتب الماهر هنا هو الروح القدس) وطالما هو كلمة الله الموحي بها فيجب أن ندرسها ونشبع بها. فكيف نهمل ما أوحي به الله.
2. طالما أن العهد القديم هو كلمة الله فيكون العهد الجديد مكملاً للعهد القديم. وكلا العهدين هما كتاب الله المقدس، كما قال السيد المسيح ما جئت لأنقض بل لأكمل (مت 17:5).
3. يقول القديس يوحنا اللاهوتي إن "شهادة يسوع هي روح النبوة" (رؤ 10:19). ويقول بولس الرسول "لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن" (رو 24:10) إذاً نحن نري يسوع من خلال العهد القديم بنبواته وتعاليمه وطقوسه.
4. هناك نبوات في العهد القديم لوقت المنتهي كنبوات دانيال وغيره (دا 17:. إذا هناك نبوات لم تتم حتي الأن. فكيف نهمل دراسة النبوات.
5. العهد الجديد يستشهد بالعهد القديم في عشرات من الآيات المقتبسة، فكيف نفصل العهد القديم عن العهد الجديد.
6. قيل أننا يمكن ان نستخرج العهد الجديد من العهد القديم ونري في العهد الجديد تحقيق العهد القديم. فالذي أوحي بالعهد القديم هو الذي أوحي بالعهد الجديد.
7. يعتبر العهد القديم شرح وتفسير للعهد الجديد.
أ. كيف كنا سنفهم كل معاني ذبيحة الصليب إن لم نفهم معني الذبائح في العهد القديم.
ب. الحروب الكثيرة في العهد القديم تشير وتشرح حقيقة الحروب الروحية التي نواجهها الأن فحين تقرأ عن حرب أثارها الأعداء ضد شعب الله، فلتفهمها علي أن الأعداء هم إبليس وجنوده وشعب الله هو نحن أي كنيسة المسيح. هناك حروب ساند الله شعبه فيها وحروب حاربها الله بالنيابة عن شعبه. ولكن هناك مبدأ هام نستخلصه من هذه الحروب إن كنت أحفظ نفسى طاهراً فالله الذي معي سينصرنى في حروبي مع إبليس فالجهاد شرط لمعونة الله.
ج. الأسماء الكثيرة المدونة في الكتاب المقدس تشير لأن اسماءنا مكتوبة في سفر الحياة.
د. الأعداد الكثيرة المذكورة تشير لأن الله يعرفنا واحداً واحداً.
8. العهد القديم الذي بين أيدي اليهود هو دليل صحة الكتاب المقدس، فالنبوات التي وردت فيه تمت في شخص المسيح تماماً وفي كنيسته كما يتضح من كتاب العهد الجديد الذي بين أيدي المسيحيين لذلك قيل أن اليهود هم أمناء مكتبة المسيحية. هم حفظوا كتاب العهد القديم بنبواته إلي أن جاء وقت تحقيقها. هم حفظوها دون تحريف ودون أن يفهموها فكانت شاهداً علي صحة الكتاب.
9. العهد القديم كان ليتعرف البشر علي شخص الله. فقبل السقوط كان الله يتكلم مباشرة مع أبوينا آدم وحواء. ولكن الخطية جعلت هناك حائلاً بين الله والإنسان، وجعلت الإنسان ضعيفاً لا يستطيع أن يري الله وإلاّ يموت " لا يراني الإنسان ويعيش" (خر 20:33) هذا مثل من يريد أن يحدق في نور الشمس فإنه يفقد بصره. فالله يتمني أن نري مجده ونفرح به. ولكن إمكانيات الجسد البشري بسبب الخطية تمنعه من رؤية الله لئلا يموت. ثم صار الله بعد السقوط يكلم الإنسان بالأحلام والرؤي (أي 4: 12-21) بعد أن كان يتكلم معهم مباشرة. ثم صار الله يكلم البشر عن طريق الكتاب المقدس. ومنه نتعرف علي طبيعة شخص الله.
أ. نري في العهد القديم حروب ودماء كثيرة، ولعنات أصابت البشر فنري غضب الله علي الخطية. فنعرف قداسة الله وبغضه للخطية.
ب. علي أننا نري أيضاً لطف الله ومحبته وعنايته وسعيه وراء الإنسان ليخلصه. وأن هناك بشر إستطاعوا أن يتلذذوا بشخص الله وعشرته. بإختصار كان العهد القديم وسيلة ليتعرف بها الإنسان علي شخص الله بعد ان فقد الإتصال المباشر مع الله نتيجة للخطية. فكيف نهمل وسيلة بها نتعرف علي شخص الله.
10. كان العهد القديم هو المؤدب حتي يأتي المسيح (غل 24:3). فمثلاً كان اليهودي يشتهي خطية الزنا، ولكنه يخاف من عقوبتها وهي الرجم، فكان يكبت شهوته. ولكن الشهوة تتعبه أما المسيحي فالنعمة داخله تميت الخطية داخله (رو3: وبهذا نعرف فضل النعمة علينا.
العهد القديم هو ظل للعهد الجديد.
1. هناك نبوات صريحة عن السيد المسيح (مثل "ها العذراء تحبل وتلد إبنا"ً).
2. هناك شخصيات ترمز للسيد المسيح (مثل إسحق ويوسف… إلخ).
3. هناك أحداث ترمز لقصة الخلاص (مثل خروج الشعب من مصر ودخولهم كنعان).
4. خيمة الإجتماع ترمز لعمل السيد المسيح الفدائي وسيأتي شرحها في سفر الخروج.
العهد القديم يشير للمسيح
1. نبوات صريحة تشير للمسيح وعمله الفدائي:
1: في مجئ المسيح
هو (زرع المرأة) يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه (تك 15:3)+ يعلن مجد الرب ويراه كل بشر جميعاً (أش 40: 5) + يأتي مشتهي كل الأمم (حج 7:2).
2: في وقت مجيئة
لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتي يأتي شيلون (تك 49: 10) نبوة دانيال عن السبعين أسبوعاً (دا 9: 24-27).
3: المسيح سيكون إلهاً وإنساناً معاً
قال لي أنت إبني وأنا اليوم ولدتك (مز 7:2)
قال الرب لربي (مز 110: 1)
مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل (مى 2:5)
4: في من يتناسل المسيح منه
من المرأة الآولي (تك 3: 15) ومن إبراهيم (تك 3:12) ومن إسحق (تك 26: 4) ومن يعقوب (تك 14:28) ومن يهوذا (تك 49: 10) ومن يسى أش 1:11 ومن داود (مز 132: 11)
5: في أنه يولد من عذراء
ها العذراء تحبل وتلد إبناً (اش 14:7)
6: المكان الذي يولد فيه
وأما أنت يا بيت لحم أفراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً علي إسرائيل (مي 2:5)
7: في أن نبياً بروح وقوة إيليا يسبقه ويعد طريقه مل1:3 + مل 5:4
8: في أنه سيبشر بالإنجيل في الجليل أش 2،1:9
9: في أنه يكون نبياً (تث 18: 15) يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلي له تسمعون
10: في أنه يثبت تعليمه بمعجزات عظيمة (أش 5:35،6) + (أش 7:42 + 2:32)
11: يدخل أورشليم علانية (زك 9:9)
12: يكون فقيراً ومهاناً ويبيعه أحد تلاميذه بثلاثين من الفضة (ثمن العبد) ويشتري بها حقل الفخارى أش 3:53 + مز 9:41 + 55: 12، 14 + زك 11: 12، 13
13: يحتمل الألام والموت لأجل خطايا العالم مز 22: 16، 17 + أش6:50 + أش5:53،8، 12
14: يهزأ به ويسخر به كثيراً مز 12:22، 13، 7، 8
15: يُسقي خلاً ومرارة علي الصليب وثيابه تقسم وتلقي قرعة علي قميصه مز 21:69 + مز 18:22
16: لا يكسر منه عظم بل يطعن جنبه بحربة مز 20:34
17: يموت مع الخطاة ولكن يدفن بالكرامة أش 9:53
18: يقوم من الأموات مز9:16،10+ أش 10:53+ مز 6:61
19: يقوم في اليوم الثالث ويقيمنا معه وبعد القيامة يحل الروح القدس هو 2،1:6 + هو 3:6
20: يصعد للسماء مز 18:68 + مز ( 3:24، 7-10 )- 10 + مز 5:47
21: حلول الروح القدس يؤ 28:2
2. شخصيات ترمز للمسيح:
كل شخص من الذين يرمزون للمسيح، نجد بينه وبين المسيح تشابهاً في نقاط كثيرة ولكننا في هذا البحث السريع سنأخذ أهم نقطة في هذه الرموز أو هذه المشابهات
1) آدم رأس الخليقة.
2) هابيل البار يموت حسداً.
3) نوح يرمز للمسيح رأس الخليقة الجديدة.
4) ملكي صادق المسيح ملك وكاهن معاً.
5) إسحق العريس السماوي وعروسته تذهب إليه للسماء (الكنيسة) له عروس واحدة لا تموت (فلم يذكر خبر موت (رفقة).
6) يعقوب العريس الذي ينزل لعروسته في الأرض، يأخذ عروستين رمز للأمم ولليهود اللتين كون منهما المسيح كنيسته (جعل الأثنين واحداً).
7) يوسف البكر الذي أعطانا ميراث الأبكار ففي المسيح صرنا كنيسة أبكار (عب 23:12).
موسي المخلص والمنقذ من العبودية للحرية (فرعون كان رمزاً لإبليس.
9) يشوع المسيح يعبر مع الشعب إلي كنعان السماوية المسيح مات وقام ليحملنا فيه إلي السماء.
10) هارون المسيح رئيس كهنة يقدم ذبيحة نفسه.
11) شمشون المسيح كان خلاصه بقوة عجبية.
12) داود المسيح الملك مؤسس الملكوت.
13) سليمان أقنوم الحكمة وباني الهيكل (جسده أي الكنيسة).
14) حزقيا المسيح يموت ولكنه يقوم بقوة لاهوته.
3. أحداث ترمز لقصة الخلاص:
1) قصة الخروج من مصر.
رحلة الخروج
قصة الخلاص
خروف الفصح
الحية النحاسية ( من ينظر لها يشفي)
ضربة الأبكار/ غرق جيش فرعون
فرعون نفسه لم يغرق( لم يذكر أنه غرق)
عماليق يحارب الشعب
هزيمة عماليق (صلاة موسي + سيف يشوع)
عبور البحر الأحمر
المن
الماء من الصخرة
الخيمة وسط الشعب
ترحال الشعب 40 سنة
ذبائح مستمرة
عبور الأردن
كنعان
موسي
فرعون يستعبد الشعب
موسي لا يدخل أرض الميعاد
يشوع يدخل أرض الميعاد
المسيح المصلوب
المسيح المصلوب (من يؤمن به يخلص)
هزيمة الشيطان
الشيطان لم ينتهي تماماً حتي الآن
الشيطان مازال يحارب أولاد الله
هزيمة إبليس بالجهاد والصلاة
المعمودية
التناول
إنسكاب الروح القدس علي الكنيسة
المسيح وسط كنيسته
حياتنا علي الأرض
قداسات مستمرة
الموت
السماء
المسيح المخلص
الشيطان يستعبد الإنسان
الناموس لا يمكنه ان يخلص
المسيح المخلص دخل للسماء كسابق لنا
2) تقديم إسحق ذبيحة هذه قصة الخلاص فإسحق يحمل الحطب رمزاً للمسيح الحامل صليبه، ورجوع إسحق حياً رمز لقيامة المسيح.
3) سلم يعقوب.
مقدمة في دراسات العهد القديم
1. عاش إسرائيل مثل كل الشعوب القديمة حياة بدائية قبلية تعتمد علي التجوال والرعي قبل أن يستقر ويتحول من قبائل إلي شعب. وحتي بعد أن إستقر أبقي علي الكثير من العادات القبلية. والقبائل عادة التي تعتمد علي الرعي تسافر بقطعانها من الغنم والماعز بحثاً عن العشب والماء. لذلك كانوا يسكنون الخيام، وإستقرت كلمة الخيام كمكان للسكن في مفهومهم حتي بعد أن صارت لهم منازل ومدن يسكنون فيها، فحينما قاد يربعام بن نباط العشرة أسباط للإنفصال عن مملكة يهوذا أو كرسي الملك داود قال " إلي خيامك يا إسرائيل" (1مل 16:12) أي فلننفصل وننعزل بمملكتنا عن بيت داود. وكمجتمع رعاة كانت تشبيهاتهم من واقع ما يعيشونه، فأقوي شئ عند الرعاة هو القرن، فإتخذ القرن علامة للقوة "إرتفع قرني بالرب" (1صم 1:2) "إلهي ترسي وقرن خلاصي وملجأي" (مز2:18). والله مشبه بالراعي أيضاً (مز 23+ حز 34).
2. عاش إبراهيم وإسحق ويعقوب ثم الأسباط حياة القبائل هذه، وما الأسباط سوي قبائل. وحياة القبائل التي تبحث عن الماء يكون من أهم الفضائل فيها الكرم مع الضيف الذي لايجد ماء ولا طعام. وهذا ما رأيناه في كرم إبراهيم ولوط مع ضيوفهما.
3. القبيلة هي مجموعة عائلات إنحدرت من أب واحد تعيش متضامنة تحمي أفرادها، لذلك إذا إنفصل أحد عن قبيلته كان يلزم أن يلجأ لقبيلة أخري تحميه، وكانت كل قبيلة تتسمي بإسم الأب الأكبر (هذا نراه في الأسباط فيقال مثلا سبط يهوذا ونراه عند العرب فيقال بني علي مثلاً….) وهذا ما يعبَر عنه أبيمالك في قوله لأقرباء أمه" تذكروا أني من عظامكم ولحمكم" (قض2:9).
4. قد تندمج قبيلة مع آخري وتتسمي بإسمها نتيجة للمصاهرة، وهذا ما نراه في إنضمام الكالبيين نسل قناز إلي سبط يهوذا (عدد 12:32 + يش 6:14) وكان القنزيين غرباء عن إسرائيل (تك 19:15) ثم دخل كالب إلي سبط يهوذا (1أي 18:2 + عد 6:13).
5. قد تضعف قبيلة فتضطر أن تدخل ضمن قبيلة آخري وتذوب فيها، وهذا ما حدث مع سبط شمعون الذي ذاب في سبط يهوذا (يش 19: 1-9) وموسي لا يذكر سبط شمعون في بركته للأسباط (تث33) لأن شمعون لضعفه ذاب في سبط يهوذا.
6. وقد ينقسم السبط أو القبيلة إلي عشائر وكل عشيرة بها رئيس يسمي رئيس ألف أو يسمونهم شيوخ أو أمير (قض 8:8، 14+ تك 40:36-43 + يش 14:7-18).
7. لكل قبيلة حدود يتم التعارف عليها ولكن تنشأ صراعات دائمة علي مصادر المياة من الأبار كما تنازع رُعاة لوط مع رعاة إبراهيم، وإستيلاء عبيد أبيمالك علي بئر حفرها عبيد إبراهيم. وواجه إسحق نفس المشكلة (تك 7:13+21: 25 +26: 19-22).
8. في الحروب بين القبائل يتقاسم المنتصرون الغنائم ولقد قنَن داود هذا المبدأ وكان النصيب الأكبر يذهب لرئيس القبيلة ثم صار يذهب إلي اللاويين أي إلي الرب.
9. كانت القبيلة تقوم بحماية ضيفها. ولذلك كاد لوط أن يعطي إبنتيه لأهل سدوم لكي ينقذ ضيفيه. وصارت مدن الملجأ تعبيراً له معني روحي ورمزي لهذا المفهوم وكانت مدن الملجاً بالنسبة لليهود طريقة للحد من الأخذ بالثار.
10. حينما تعيش عشيرة في مكان لفترة قد تتخلي عن الأسم الأصلي للسبط وتسمي نفسها بإسم مشتق من المكان الذى عاشت فيه فنسمع عن قبيلة الجلعاديين (قض 17:5) وبعد أن صارت إسرائيل دولة إنتشرت هذه الطريقة للتسمية.
11. قلنا أن الخيمة وهي أساس السكن عند القبائل، إستمرت هي التعبير عن أماكن السكن حتي بعد أن صار لهم بيوتاً ومدناً يسكنون فيها، وإستمر هذا التشبية حتي أنهم صوروا الموت علي أنه فك أوتاد الخيمة للرحيل (أي 21:4 + أش 12:38 + 2كو 5: 1). وتم وصف السلام بالخيمة المشدودة (أش 20:33). وكثرة النسل شبهت بإتساع الخيمة (أش 2:54).
12. وحينما عاش اليهود في بيوت إزدادت الرفاهية فإزدادت الخطية. ومن هنا نري حنين الأنبياء في العودة للتقشف والعودة للبرية حيث الخيمة والزهد والتقشف (هو14:2-17 + هو9:12+ أش 19:43 + أر 6:35 –7) ومن هنا نفهم ان هذه دعوة للتغرب عن العالم حتي تكون هناك علاقة صحيحة مع الله.
13. كان الأخ الأكبر ينتقل له الميراث ويجمع في يده كل شئ ويصير رأساً للأسرة ولذلك نجد لابان يقوم بالدور الرئيسى في زواج أخته رفقة. وكان للأخ الأكبر نصيب الضعف في الميراث (تث17:21).
14. كان يمكن نظراً لتعدد الزوجات أن تكون هناك أخوات غير شقيقات لأخ (أي لهم نفس الأب لكن من أمهات مختلفات). وكان يمكن للأخ أن يتزوج أخته غير الشقيقة كما تزوج إبراهيم بسارة. وكما طلبت ثامار من أمنون أن يطلبها للزواج من أبيهما داود. وهذا ما نفهمه أن في بعض الأحيان كانت صلة القرابة تنسب للأم وليس للأب، ولكن كان هذا في أحوال نادرة. إلا أن الشكل العام هو نسب الشخص لأبيه وليس لأمه. ولكن نلاحظ إهتمام الكتاب المقدس بنسبة كل ملك من ملوك يهوذا لأمه كما لأبيه.
15. هناك فريضة عبرانية أن يفتدي أحد أفراد الأسرة فرداً آخر من نفس الأسرة ويحميه ويدافع عنه ويثأر له. وهذا معروف عند كل القبائل. إلا أنه عند العبرانيين يأخذ وضعاً خاصاً بهم، فالفادي أو المخلص هو أقرب شخص للفرد المصاب أو الواقع في الأسر، فإذا إضطر الإسرائيلي أن يبيع نفسه عبداً لسداد دين فمن واجب الفادي أو المخلص أن يسرع لفك أسره وسداد دينه. وهكذا يسدد دينه لو إضطر أن يبيع منزله أو أرضه حتي لا يقع المنزل أو الأرض في أيد أجنبية. وكان بوعز هو المخلص أو الفادي بالنسبة لراعوث ونعمي عندما تخلي الفادي الأقرب عن دوره بالنسبة لهما ولعل هذا هو السبب الذي جعل كاتب السفر في أن يغفل إسم الفادي الأول إذ تخلي عن دوره وكان دور الفادي ان يشتري الحقل وأن يتزوج راعوث. وعمل الفادي هذا منصوص عليه في (لا 49:25) الذي نص علي ان العم ثم إبنه ثم باقي الأقارب عليهم أن يقوموا بالفداء. ولكن كان من حق المخلص أو الفادي أن يرفض، وكان يعلن عن رفضه بأن يخلع نعليه أمام الجماعة (تث 25: 9 + را 8،7:4) ومن واجبات الفادي الثأر. وبالطبع فواضح أن هذا الفادي هو رمز للفادي الحقيقي لنا أي المسيح له المجد الذي هو أقرب لنا من أي قريب.
16. تخصصت عشائر أو قري في حرف معينة أو مهن معينة. ودعي رأس هؤلاء الحرفيين "أب" وربما هذا تفسير قوله حورام أبي (2أي 13:2) فهو أبو الصناع والمهنيين الذين يعملون في الفضة والذهب والنحاس. لذلك فهو يدعوه حيرام فقط في سفر الملوك (1 مل 13:7) وراجع (1 أي14:4 + نح35:11 + 1 أي 21:4، 23).
17. نلاحظ انه كان منتشراً في العهد القديم تعدد الزوجات، والذي بدأ ذلك هو "لامك" من نسل قايين. أما أولاد شيث فقد إلتزموا بمبدأ الزوجة الواحدة كما هو واضح من قصة نوح فقد كان لكلا من نوح وأولاده زوجة واحدة. ثم إنتشر مذهب تعدد الزوجات (يعقوب مثلا). وكان للزوج أن يتخذ سرية. والسرية ليس لها نفس مكانة وحقوق الزوجة. وكان للرجل أن يدخل علي جاريته لو كانت زوجته عاقراً. كل هذا لزيادة النسل. فكان النسل هو أهم شئ عندهم حتي يكون للرجل مكانة وهيبة (مز 127: 3-5). لذلك كان اليهود لا يفهمون معني البتولية، فكانت بركة الرب للإنسان تعني زيادة النسل. والتلمود حدد عدد الزوجات بأربع للرجل العادي وثمانية عشر للملك. وبهذا كان سليمان حالة شاذة. ولكن كان تعدد الزوجات مصدر إضطراب العائلات كما حدث مع إبراهيم ثم يعقوب.
18. كانت المرأة تعيش في بيت أبيها في طاعة له، ثم تذهب إلي بيت زوجها في طاعة له. وكان الزوج ومازال يسمي بعل. وكلمة بعل عبرانية وتعني سيد (خر3:21) لذلك فهموا ان المرأة هي قنية من قنايا بعلها. علي أن الزوجة كان يدفع الزوج مهراً لها أي لوالدها وتصبح له العمر كله، أما السرية فكان يشتريها بثمن من والدها وله أن يبيعها بعد ذلك. وكان المهر يؤول للزوجة من والدها في حالة وفاته أو طلاقها ولعل هذا ما كانت تعنيه ليئة وراحيل أن أباهما لابان باعهما وأكل ثمنهما أي لم يعطهما حقهما في المهر عندما غادرتا بيته نهائياً، إذ كانتا لن ترياه ثانية.
19. حدد الربيين (معلمو الشريعة) سن الزواج بـ 12 سنة للبنت، 13 سنة للولد، ولصغر السن المسموح به للزواج كان الوالدين يختارون لأبنائهم دون إستشارتهم كما أرسل إبراهيم عبده لإختيار زوجة لأسحق. إلا أن القوانين البابلية والتي كانت تحكم عائلة رفقة كانت تحتم أن يستشير الأخ الأكبر (لابان في هذه الحالة) أخته (رفقة في هذه الحالة) إذا كان الأب متوفياً.
20. كانت جريمة الإعتداء علي فتاة عذراء تحتم الزواج منها مع تقديم مهر زائد عن المهر العادي. دون أن يكون للزوج فيما بعد حق طلاقها (خر 17،16:22+ تث 29،28:22).
21. كانوا يفضلون الزواج من الأقارب (إسحق ورفقة مثلاً) ولا يفضلون الزواج من أسباط اخري ولا بأجنبيات إلا أن هذا كان مسموحاً به ونجد أن نحميا تشدد جداً في فصل الزواج من أجنبيات.
22. كان الزواج من العمة أو الخالة مباحاً. وموسي نفسه ثمرة زواج من هذا النوع. ولكنه حرم بعد هذا (لا 13،12:18+ لا19:20). وكذلك تم تحريم الزواج من أختين كما فعل يعقوب (لا18:18).
23. غالبا لم يكن للزواج طقوس دينية، ولكن هناك وثيقة للزواج ووثيقة للطلاق (تث 24: 1-3+ أر 8:3). حقاً لانجد في العهد القديم إشارة لوثيقة الزواج لكن لا يعقل أن يكون هناك كتاب طلاق ولا يوجد وثيقة زواج. وقد عثر في جزيرة فيلة علي عقد زواج يهودي مكتوب فيه ( أنا زوجها وهي زوجتي للأبد).
24. كانت العروس تستعد بلباس برقع ولا تنزعه سوي في غرفة الزوجية، وهذا يفسر لماذا وضعت رفقة برقعاً علي وجهها عندما رأت إسحق. وبذلك أيضا خدع لابان يعقوب. وكان العريس يلبس تاجاً (نش11:3+ أش 10:61) وراجع (نش 3،1:4+ 6: 7) لتري نقاب العروس. وكانت العروس أيضا تحيط بها صديقاتها منذ خروجها من منزلها إلي لحظة وصولها إلي منزل العريس (مز 15:45) وتلبس أفخر الثياب وتلبس جواهرها. وكانت تنشد الأناشيد في مديح العريس والعروس (أر9:16). وتقام ولائم وإحتفالات لمدة أسبوع (تك 27:29 + قض 12:14).
25. كانت هناك مدرستين في موضوع السماح بالطلاق فقد نص في (تث 1:24) أن الرجل له أن يطلق إمراته إن لم تجد نعمة في عينيه، فإحدي المدارس شددت في هذا وقالت لا يطلق الرجل إمراته إلا إذا وجدها زانية (ليست بكراً) أو إكتشف انها سيئة التدبير. والمدرسة الثانية تساهلت تماماً حتي أنها أباحت الطلاق إذا كانت المرأة لا تجيد الطهي، أو إذا أعجب الرجل بإمراة آخري. ويكون الطلاق أمام شاهدين، ويعطي الرجل زوجته وثيقة طلاق تستطيع بها ان تتزوج ثانية. ولكننا من (ملا 16:2) نفهم ان الله يكره الطلاق. ومن تعليم السيد المسيح نفهم ان الله سمح لهم بالطلاق لقساوة قلوبهم. وإعلانا من الله أنه يكره الطلاق لم تسجل حالة طلاق واحدة في العهد القديم راجع (مت 19: 7،.
26. لم يكن من حق المرأة ان تطلب الطلاق، لذلك كان لو أرسلت إمرأة وثيقة طلاق لزوجها إعتبر هذا عملاً غير مسموح به وضد الشريعة اليهودية ولذلك كان ما قاله الرب يسوع "وإن طلقت إمرأة زوجها…" جديداً علي مفاهيم اليهود. (مر12:10).
27. كانت الأرملة التي لم تنجب أولاداً ذكوراً، كان من حقها أن تتزوج من شقيق زوجها لتنجب أولاداً. وأول ولد يكون علي إسم الزوج المتوفي (تث5:25-10). راجع قصة أولاد يهوذا مع ثامار وقصة راعوث.
28. كان للرجل ان يبيع أي شئ يملكه حتي بناته، لكنه لا يحق له ان يبيع زوجته حتي الأجنبية التي إغتنمها في الحرب (تث 10:21، 14).
29. ساوت الشريعة في كرامة الأم كما الأب (تث 18:21-21) + "أكرم أباك وأمك".
30. كان النسل الكثير أهم عناصر البركة (را11:4-12) + (تك 60:24 + تك 4:26 +تك 5:15 + تك 17:22 + مز 3:127-5) لذلك اعتبر العقم لعنة أو تجربة. لذلك شعرت أم صموئيل بالعار إذا لم تنجب. وكان النساء يتحايلن علي ذلك بتبني الأولاد حتى من جواريهن.
31. كان البكر يحصل علي أكبر نصيب. ولكن هذه القاعدة لم تطبق في حالة إسحق الذي كان أصغر من إسماعيل، ولا في حالة يعقوب فقد كان أصغر من عيسو. وكان سليمان أصغر أبناء داود والسبب أن الله أراد أن يشرع أن المختار من الله ليس بالضرورة هو البكر جسدياً فإسرائيل هو الإبن البكر الذي حلت الكنيسة مكانه بإتحادها بالمسيح البكر المختار.
32. إستخدم العبرانيون أسماء دخل فيها أسم الله "إيل" مثل صموئيل أو إسم "يهوه" مثل ناثان ياهو أي يهوه أعطي، وذلك حين بدأت علاقتهم بالله. أما في زمان إنحدار علاقتهم بالله فتسموا بأسماء الله أخري مثل البعل، فسموا أبنائهم يربعل أو أشبعل (قض 1:7+ 1أي 33:. وبعد السبى دخلت أسماء أرامية وبعد حكم اليونان والرومان دخلت أسماء يونانية ورومانية، بل تسمي الشخص الواحد بإسمين مثل يوحنا مرقس، شاول بولس. وكان تغير الأسماء يشير لسلطة من غير الأسم. ففرعون غير إسم يوسف وفرعون غير إسم الملك إلياقيم وجعله يهوياقم. ونبوخذ نصر غير إسم متنيا إلي صدقيا وغير أسماء دانيال والثلاثة فتية.
33. عرف الختان في معظم شعوب الشرق ولكن كان للختان عند اليهود معني ديني هو العهد مع يهوه. والكتاب لم يطلق لفظ أغلف إلا علي الفلسطينين غالباً لأنهم كانوا لا يختتنون. وغالباً فقد كان الختان مرتبطاً بالزواج قبل أن يكون طقس ديني، لذلك يسمي العريس بالختن، وكذلك قالت زوجة موسي عنه "عريس دم" (خر 24:4-26). وبهذا المنطق أقنع أولاد يعقوب أهل شكيم أن يختتنوا قبل زواج إبنهم من دينة. وكلمة عريس بالعبرانية وكل مشتقاتها تجئ من الفعل العبراني "ختن". وكون أن الختان سابق للناموس فواضح من أن الله أعطاه لإبراهيم كعلامة عهد وراجع أيضاً قول السيد المسيح (يو22:7) فاليهود قد إعتبروا أن الختان قد شرعه موسي.
34. كان الختان هو العلامة الخارجية للدخول في عهد مع الله، فالدخول في عهد يتطلب دائما علامة خارجية (أر 18:34 + تك 9:15 + تك 44:31).
35. كما قلنا فمفهوم الختان هو أن يصبح الرجل عريساً وبالتالي يكون له نسل وأولاد وهذه هي علامة البركة (كثرة البنين). ومن هنا كان الختان علامة العهد مع الله لأنه حين يدخل الشخص في عهد مع الله يباركه الله وهذا ما نفهمه من (تك 28:1) أن الله بارك أدم وحواء وقال لهم أثمروا واكثروا واملاوا الأرض وبهذا المفهوم نفهم النص (لا19 :23،24) فالشجرة التى لا يأكلون ثمرها يسميها شجرة غلفاء ويسمي الشجرة التي لها ثمار، شجرة مختونة. وبهذا المفهوم نفهم معني الأذن المختونة والقلب المختون. ويضاف لذلك أن الختان فيه قطع لجزء من الجسم وتركه ليموت فيحيا باقي الجسم (أي الأنسان) في عهد مع الله. وذلك إشارة ورمز للمعمودية التي هي موت وحياة ونقوم منها كأولاد الله.
36. إهتم الأباء بجانب تعليم أولادهم القراءة والكتابة والتقاليد والأناشيد الدينية، أن يعلموهم إحدي الحرف وغالباً ما تكون هي حرفة الأب. قال أحد الربيين من لا يعلم إبنه حرفة، يربيه لكي يصير لصاً. ولذلك تعلم بولس صناعة الخيام. ولأن الأب كان له دور المعلم أساساً إعتبر الكاهن المعلم أباً فدعي يوسف أباً لفرعون لأنه كان مشيراً له (تك 8:45 + قص 19:18) الذي منه نري ان الكاهن أسموه أبا لهم.
37. كانت المرأة عادة لا تذهب للتعليم، وكل ما تتعلمه في البيت هو الطهي والغسيل، وكانت المرأة عادة تضع برقعاً. وكان من العادات الإجتماعية والتقاليد أن المرأة لا تكلم غرباء، وأن يمتنع الرجل عن أن يكلم نساء، لذلك تعجب التلاميذ إذا وجدوا المسيح يتحدث مع السامرية فهي أمرأة وثانياً هي سامرية. وكان النساء يمنعن من دخول الهيكل فيما بعد رواق النساء المسموح بتواجدهن فيه. وكان النساء غير مسموحاً لهن أن يحضرن الجزء الخاص بشرح الناموس والوصايا التي يقوم بها الكتبة. وكانت المرأة ممنوعة من التعليم.عموماً كانت المرأة في درجة أقل كثيراً من الرجل بل كان الرجل يصلي قائلاً مبارك هو الذي لم يخلقني وثنياً ومبارك هو الذي لم يخلقني إمرأة ومبارك هو الذي لم يخلقني عبداً أو رجلاً جاهلاً. لذلك كان المسيح يبدأ عهداً جديداً للمرأة إذ علم النساء وتحاور معهن، وكان منهن تلميذات له (لو1:8-3+ مر 41:15+مت 20:20). ولكن فى نفس الوقت علم المسيح تلاميذه أن لا ينظرن نظرة شهوانية للنساء، فالذي ينظر ليشتهي هو يزني في قلبه.
38. لم يعرف العهد القديم معني البتولية، فكانت شيئاً غير مفهوم. ولما أراد يفتاح تقديم إبنته ذبيحة قالت " اتركني شهرين فأذهب إلي الجبال وأبكي عذراويتي" فكان عدم الزواج مثل العقم، يعتبر لعنة أو وضعاً وضيعا (ً لو25:1) فالتي لا تتزوج لا يحترمها المجتمع اليهودي. لذلك قد نفهم قول الأنبياء " عذراء إسرائيل" (عا 2:5 + مرا 15:1 + 13:2) أنه تأكيد علي بؤس إسرائيل ونهايته كنهاية العذاري دون أن يتركن أولاداً. وقال الربيون "أن الرجل غير المتزوج ليس رجلاً علي الإطلاق" لذلك كانت حالة إيليا حالة شاذة وسط الأنبياء اليهود.
مقدمة عن أسفار موسى الخمسة
تسمى أسفار موسى الخمسة باليونانية pentateuch أي الأسفار الخمسة. وهي تمثل الجزء الأول من الكتاب المقدس في العهد القديم الذي ينقسم لثلاث وحدات:
أولاً: الناموس أو التوراة: ويحوي أسفار موسى الخمسة.
ثانياً: الأنبياء: وينقسم إلى قسمين. الأنبياء الأولين والأنبياء المتأخرين والقسم الأول يضم يشوع والقضاة حتى الملوك. ويضم القسم الثاني أشعياء وأرمياء وحزقيال والاثنى عشر نبياً الصغار.
ثالثاً: الكتوبيم: ومعناها الكتب وهذا بدوره ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1. كتب شعرية مثل المزامير والأمثال وأيوب.
2. كتب ميحيلوت مثل النشيد وراعوث والمراثي والجامعة واستير.
3. كتب تاريخية غير نبوية مثل دانيال وعزرا ونحميا وأخبار الأيام
وبهذا تظهر أسفار موسى الخمسة كوحدة تسمى الناموس وهي تمثل وحدة تاريخية مترابطة معاً. تبدأ بخلق العالم من أجل الإنسان ثم خلق الإنسان نفسه وإذ سقط هيأ له الله الخلاص. فإختار الله إبراهيم ونسله خلال إسحق ويعقوب وفي مصر بدأت البذرة الأولى للشعب الذي هيأه الله ليتحقق خلاله الخلاص للبشرية كلها. ثم أقيم موسى كأول قائد لهذا الشعب وليخرج الشعب من عبودية فرعون وخلاله تمتعوا بالعهد عند جبل سيناء، وأخيراً وقف بهم عند الشاطئ الشرقي للأردن ليسلمهم في يد قائد جديد هو يشوع، كأنه بالناموس يسلمنا ليسوع قائد الحياة وواهب الميراث.
سفر التكوين:
يبدأ السفر ب "في البدء خلق الله السموات والأرض.. وروح الله يرف ليعطي حياة. وهذه البداية تعطينا فكرة أن الله يريد أن يعطي حياة للبشر، بل نرى أن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله وأعطاه سلطان على كل الخليقة. فالإنسان كان كسفير لله على الأرض يحمل سلطاناً وسيادة على كل ما على الأرض وما تحتها وما في البحار وما في الجو، ليس له سيد من كل الخليقة، بل هو سيد الخليقة الأرضية. وكان هذا مجداً للإنسان وإعلاناً عن إرادة الله من ناحية الإنسان ثم يعرض لنا سفر التكوين قصة السقوط، والسقوط معناه إنفصال الإنسان عن الله فلا شركة للنور مع الظلمة، وكان هذا معناه الموت، فالله هو مصدر الحياة. ولذلك ينتهي سفر التكوين بهذه النهاية "ثم مات يوسف.. فحنطوه وَوُضِعَ في تابوت في مصر. حقاً كما يقول القداس الغريغوري "أنا أختطفت لي قضية الموت" ولاحظ أن الله لم يكن يريد الموت للإنسان. ولاحظ أيضاً أن يوسف مات في أرض مصر وهي تشير لمكان العبودية. إذاً بعد أن كان الإنسان على صورة الله فقد السلطان والحرية وصورة المجد التي كان عليها من قبل، فالله خلق آدم على صورته حراً وله سلطان، ولكن التحنيط يعطي رجاء الخلاص فهو إشارة لحياة أخرى.
خطة الله لخلاص الإنسان
1. الوعد الإلهي: منذ سقط آدم والله أعطاه وعداً بالخلاص "نسل المرأة يسحق رأس الحية" ثم نجد وعود الله لإبراهيم ونرى تجدد الوعد في نسله.
2. الاختيار: ظهر الوعد الإلهي متجلياً في الاختيار. فلا فضل لآدم في اختياره كإنسان يحمل السيادة على الأرض كلها. ولا فضل لإبراهيم ولا للشعب حتى يختارهم الله كرجال له يخرج منهم المخلص الذي يخلص العالم.
3. العهود: كانت العهود أساسية في المجتمعات الشرقية، كالعهد الذي أقيم بين إبراهيم وأبيمالك وبين يعقوب وحميه (تك23:21،44:31). ونجد أن الله قد رفع شأن الإنسان ودخل معه في عهود مثل قوس قزح (تك9) ثم مع إبراهيم (تك15). ثم أعطى الله علامة في جسد كل ذكر أي الختان (تك9:17-14) ثم ختم الله العهود بدم الذبائح الحيوانية إشارة إلى العهد الذي يسجله الآب على الصليب بدم إبنه.
4. الشريعة: إرتبطت في سيناء الشريعة والذبائح، فلا إنفصال بين الوصية والعبادة.
سفر التكوين يقدم لنا الله كأب حنون يرعى أولاده ويدبر أمورهم المادية والروحية فهو الذي أسس لهم الأرض وما عليها ليحيوا ويشبعوا، وهو الذي يهيئ لهم الخلاص. أي أنه خلق للإنسان الأرض المادية والسماء المادية لينطلق به إلى السماء الجديدة والأرض الجديدة. وهذا السفر يعرض لنا العلاقة بين الله والبشر. ونرى في هذا السفر الله كصديق للبشر يتمشى في الجنة ليلتقي بالإنسان. ونراه يأكل مع عبده إبراهيم، ونراه يصارع مع يعقوب. ورأينا في هذا السفر أهمية الذبائح وهي عبادة وكيف أن العبادة هي سر مصالحة مع الله. ونرى في هذا السفر العداوة المستمرة بيننا وبين الشيطان (15:3). ونرى الله يتعامل مع كل إنسان في ضعفه محاولاً أن يرفعه.
سفر الخروج:
انتهي سفر التكوين والشعب في مصر رمزاً لعبوديته كنتيجة مباشرة للخطية ثم جاء سفر الخروج يعلن بطريقة رمزية عن خلاص الله المجاني. فقدم لنا خروج الشعب من أرض العبودية بيد الله القوية منطلقاً نحو حرية مجد أولاد الله وجاءت القصة كلها كرمز حتى يظهر الله عمل الشيطان ورمزه هنا فرعون الذي استعبد الشعب، حقاً هو كان يشبعهم "سمك ولحم وكرات.. " وهذا رمز للملذات الجسدية التي يعطيها عدو الخير لنا حتى ننشغل بها، ولكن فرعون هذا لم يكن يعطي مجاناً، فهو كان يسخر الشعب في عبودية قاسية بل يقتل أبكارهم وهذا بالضبط ما أراد الله لنا أن نعرفه عن إبليس أنه "كان قتالاً للناس" وأن الله وحده هو الذي يعطي بسخاء ولا يعير.
والسفر كله ينطق بالفداء. وإن الدم ينقذ. والعبور في البحر إشارة إلى المعمودية والمن إشارة للمسيح الذي أعطانا جسده ودمه لنحيا. والماء الذي خرج من الصخرة إشارة للروح القدس الذي أعطى للكنيسة. وتسبحة مريم وموسى هي صورة للكنيسة التي إمتلأت بالروح فإنطلقت تسبح وهي فرحة بحريتها ولاحظ في (8:3)
"فنزلت لأنقذهم" التي فيها إشارة واضحة للتجسد. وفي السحابة وعمود النار نرى المسيح وسط شعبه دائماً كسر إستنارتهم وكقائد لهم. ونرى محاولات إبليس أن يذكر الشعب بقدور اللحم (أي لذة الخطية) ولا يجعله يذكر العبودية ولسعات سياطها "هذا ما تسميه الكنيسة" تذكار الشر الملبس الموت" ونلاحظ في هذا السفر محاولات الشيطان في عرضه أنصاف حلول على موسى، نقصد فرعون رمز الشيطان. ونرى في ردود موسى عليه الطريق التي يرضاها الله في حوارنا مع عدو الخير، أن لا أنصاف حلول بل ننطلق نحن ونساؤنا وأولادنا ومواشينا أي كل ما لنا لمسيرة 3 أيام لنعبد الرب. إذاً المقصود أن نترك أرض الخطية والعبودية تماماً ولا نقبل بأقل من هذا.
هذا السفر يعلن أن الله لا يريدنا عبيداً بل أحراراً. ولكن هناك شرط
الوصايا العشر: فليس لنا استمرارية في حياة الحرية إلا بالالتزام بالوصايا. بل أن هذه الوصايا هي شروط العهد مع الله، إن التزم بها الشعب يكون لهم بركات وإن خالفوها تنصب عليهم اللعنات وهذا يبدو بصورة واضحة في (لا26 وتث28)
وبعد الحرية وبعد أن خرج الشعب من أرض العبودية يعطيهم الله بركة عظيمة جداً هي خيمة الاجتماع ليحل الله وسطهم ويسكن بينهم.
إذاً فسفر الخروج يختتم بأمرين. استلام الشريعة وخيمة الاجتماع. وكأن العبور وهو إنطلاق إلى الحرية خلال الاتحاد مع الله والوجود الدائم معه إنما يتحقق خلال كلمة الله أو الوصية والعبادة (الخيمة). فالوصية هي القائد للنفس للدخول إلى السماويات. والعبادة هي عبور للشركة مع السمائيين في ليتورجياتهم. العبادة هي غاية العبور "إطلق شعبي ليعبدونني" خلالها نتعرف على قانون السماء (الوصية) ونتدرب على السكنى مع الله (الخيمة السماوية)
إذاً نرى الإنسان في سفر التكوين سرعان ما فقد علاقته بالله فخسر سر حياته، ثم يأتي سفر الخروج ليعلن خلاص الإنسان بخروجه من عبودية إبليس، فرعون الحقيقي، لينطلق نحو كنعان الأبدية، خلال برية هذا العالم.
سفر اللاويين:
بعد عبور الشعب نجد هنا الله القدوس يلتصق بشعبه خلال الحياة المقدسة التي ننعم بها خلال السيد المسيح الذبيح والكاهن في نفس الوقت. هذا السفر هو سفر القداسة التي بدونها لا نعاين الله ولا نقدر على الاتحاد معه. هذه القداسة هي عطية الله توهب لنا خلال ذبيحة السيد المسيح الفريدة والتي كانت الذبائح الحيوانية في هذا السفر رمزاً لها. هنا نرى للقداسة شقين:
الأول: دم المسيح وتعبر عنه الذبائح. وقد قام المسيح بهذا العمل وحده.
الثاني: جهاد الإنسان حتى يصير قديس ويتم هذا بأن يترفع الإنسان عن الأرضيات ولا يتلامس مع دنس هذا العالم.
هو سفر الكهنوت والطقوس والشريعة والتطهيرات، هو سفر العبادة، حتى تحيا الجماعة مقدسة في الله القدوس. والكهنة واللاويين هم أداة إلهية للخدمة، لخدمة الجماعة الذين هم أعضاء فيها يعملون لحساب الجماعة وليس لحساب أنفسهم
سفر الخروج أظهر الله كإله مهوب لا يستطيع الشعب أن يقترب إليه أما هنا فنجد الله يسكن وسط شعبه ليحملوا سماته فيهم أي القداسة.
إذا كان سفر اللاويين يهتم بالإعلان عن دور الكهنة فسفر التثنية يهتم بالأكثر بأن يقدم ملخصاً وشرحاً للشريعة للاستعمال الشعبي العام.
ملخص هذا السفر "إني أنا الرب إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأني أنا قدوس" (44:11). إذاً في هذا السفر نعرف كيفية الاقتراب من الله.
سفر العدد:
هو سفر الجولان في البرية ورحلات الشعب فيها، بل تيهان الشعب في البرية، حتى وصولهم إلى موآب وإشرافهم على أرض الموعد. في هذا السفر نرى عمل الله مع الإنسان لتهيئته لدخول أرض الموعد. هو سفر الجهاد في هذه الحياة بعد أن حصلنا على الحرية والولادة الجديدة والعبور بالمعمودية، هو الجهاد المصحوب بالنعمة الإلهية، ونرى فيه الله مصاحباً شعبه كسحابة وكعمود نار. ولم يجعلهم يعتازوا شيئاً لمدة 40 سنة.
ولكننا في مقابل محبة الله نرى من الإنسان تذمر وقلة إيمان وعناد دائم وفي مقابل هذا نرى تأديب الله، ليس إنتقام بل تأديب حتى يضمن لنا الله الوصول لأرض الميعاد. هذا السفر يبرز بشاعة الخطية وأنها تدان دائماً ويسقط مرتكبها تحت التأديب حتى لو كان نبياً مثل موسى. ولكننا نرى الشفاء خلال الحية النحاسية رمز الصليب. ونرى أيضاً قوة الشفاعة ممثلة في صلاة موسى ونرى أن الرحلة تستلزم النظام الكهنوتي وبتر المعتدين عليه (قورح وداثان...).
نرى في هذا السفر سقطات الشعب وانتصاراتهم رمزاً لحياتنا في غربة هذا العالم.
سفر التثنية:
يشرح فيه موسى للشعب عمل الله معهم ونعمته في اختيارهم والحفاظ عليهم. والمسيح في حربه مع إبليس إقتبس ردوده عليه من هذا السفر. هنا نرى بركات الاقتراب من الله.
سفر يشوع:
هو دخول يشوع مع الشعب إلى أرض الموعد رمز لدخولنا مع المسيح يسوعنا الأرض السماوية أورشليم السماوية في نهاية هذا العالم. وعبور الأردن هنا رمز للموت في نهاية رحلتنا أما عبور البحر الأحمر فهو رمز للمعمودية (1كو1:10،2).
الخط العام:
التكوين: الله يعطي حياة ← الخطية والسقوط ← موت وعبودية ← وعد بالخلاص.
الخروج: العبور للحرية بواسطة الدم ← المعمودية في البحر ← التناول من المن ← الله وسط الشعب ← شرط الالتزام بالوصية.
اللاويين: دم المسيح (الذبائح رمز) يقدس ← الجهاد لنكون قديسين.
العدد: رحلة غربتنا في هذا العالم ← سقوط وقيام.
التثنية: نعمة الله في الحفاظ على شعبه واهتمامه بكل صغيرة وكبيرة.
يشوع: نهاية الرحلة ← نهاية حياتنا على الأرض = عبور الأردن ← أورشليم السماوية.
المقدمة
كاتب الأسفار الخمسة هو موسي النبي
1. شهادة العهد القديم:- نسمع كثيراً "كلم الرب موسي" (خر 25: 1) في الأسفار الخمسة وفي باقي العهد القديم نسمع كثيراً " كما هو مكتوب في شريعة موسي رجل الله (عز 2:3) والله هو الذي أمر موسي أن يكتب كل هذا تذكاراً (خر 14:17) فالله أراد أن يذكر ويسجل كل أعماله مع شعبه. راجع (عز 2:3، 18:6 + نح 1:8 + دا 13:9 + مل4:4).
2. شهادة العهد الجديد:- نسب المسيح والرسل الشريعة والناموس لموسي (يو5: 46-47 وراجع أع 21:15 + رو 10: 5).
3. تثار أسئلة كيف كتب موسي وكيف عرف كل هذه المعلومات
أ. الكتاب كله موحي به من الروح القدس الذي ساق أناس الله القديسون لكي يكتبوا ما كتبوه راجع، (2تي16:3 + 2بط 21:1).
ب. أخبار الخلقة وأخبار الآباء تناقلت عبر رجال الله الأتقياء بدون تشويه عبر أجيال نحددها كالآتي، آدم – متوشالح – سام – إبراهيم – إسحق – لاوى – قهات – موسي. والأحداث هنا تم تناقلها شفوياً من جيل إلي جيل.
ج. إذا كان الله قد أظهر لموسي مثال لخيمة الإجتماع علي الجبل ليصنع مثلها راجع (خر 40:25)، فهل لا نتصور أن الله لا يظهر كل الحق لموسي سواء بصورة أو برؤيا ليكتبه شهادة للأجيال وهذا الكلام سيبقي لآخر الأيام، في الوقت الذي يظهر له الله مثالاً لخيمة سينتهي إستخدامها بعد عدة مئات من السنين.
د. موسي تهذب بكل حكمة المصريين (خر 10:2 + أع 21:7) فهو قادر علي الكتابة.
ه. جاءت الأسفار الخمسة تضم كثير من الكلمات المصرية. صفنات فعنيح (تك 45:41) وأسنات (تك 45:41) وبعض اسماء المدن وإستخدم لكلمة كأس الكلمة المصرية طاس. وأورد عادات مصرية معروفة مثل عزل إخوة يوسف عن يوسف والمصريين علي المائدة (تك 32:43 + تك 34:46 + 22:47) والمعلومات الجغرافية الواردة صحيحة فهذا يقطع بأن كاتب هذه الأسفار عاش في مصر ويعرفها.
إسم السفر
يدعي في العبرية "بي راشيت" وهي الكلمة الآولى في السفر وهي عبرية وتعني "في البدء" وتسميته التكوين فمترجمة عن السبعينية وتعني الأصل أو بداية الأمور وفي الإنجليزية Genesis ومنها Generate بمعني يلد أو يولد أو ينتج، “Generation” بمعني توليد أو نسل أو ذرية أو جيل أو نشوء. وهكذا جاءت نفس الكلمة في أول آية في أنجيل متي The book of the generation of Jesus وهي اليونانية BiBλOS ΓeυσEWς.
والسفر يحوي فعلاً البدايات لكل شئ فهو يحوي بداية الخليقة وبداية الجنس البشري وبداية الزواج وبداية دخول الخطية والموت وبداية نشأة الأمم والحرف والفنون وإختراع مخترعات. وهو يحوي أيضا سلسلة الأنساب الأولى.
سمات السفر وغايته
1. كتب موسي وسجل تاريخ العالم في شئ من البساطة التي يفهمها الرجل العامي فهو ليس كتاباً علمياً، ولكن حين تعرض للعلم لم يخطئ. وكان أن إبتعد في كتاباته عن الخزعبلات التي إنتشرت في وقته وكانت في وقتها هي النظريات العلمية السائدة. هو نظر في أعمال الله ليظهر نفعها للبشر ويظهر الله كخالق ماهر يخلق كل هذه الطبيعة حتي يتمتع بني ادم بها، ولم ينظر إلي فلسفات أو نظريات علمية في طبيعة الخلقة.
2. كون أن الله خلق العالم فهذا يثبت أن العالم ليس أزلياً ولا أبدياً فله بداية وله نهاية.
3. يبرز هذا السفر أن الإنسان ليس مجرد خليقة وسط ملايين الكائنات لكن كائن فريد يحمل السمة الأرضية في الجسد والسماوية في الروح. وقد وهبه الله الإرادة الحرة دوناً عن باقي المخلوقات فالكواكب لها قوانين تسير عليها والحيوانات تسلك حسب غريزة طبيعيه.
4. يظهر السفر إعتزاز الله بنا فهو ينسب نفسه للبشر ويدعو نفسه " إله إبراهيم وإسحق ويعقوب… فهو يود أن يكون إلهاً خاصا بكل إبن له". بل هو أب للإنسان ولم يخلقه أسيراً ولا في ذل يتحكم فيه كيفما أراد، بل خلقه ليكون إبناً له، خلق لأجله المسكونة، وهيأ له الأمجاد الأبدية ليرفعه إلي حيث يوجد الله أبوه ليعيش الإنسان شريكاً في المجد، متنعماً بالأبوة الفائقة. إذن هو السفر الذي بدأ بشرح علاقة الله بنا. وشرح السفر أهمية الوصية الإلهية وخطورة مخالفتها.
5. فضح عدو الخير وأعلن خططه المهلكة وشهوته من جهة هلاك الإنسان. ووعد الله بالخلاص من هذا العدو، وفي نفس الوقت يظهر الله صداقته للإنسان، فيتمشي صوته عند هبوب ريح النهار علي الجنة ليلتقي بالإنسان الساقط، وفي الحقل يحاج قايين الخاطئ القاتل، "وعند ثورة بابل ينزل ليري ماذا يفعل الإنسان، ويقبل ضيافة إبراهيم مع ملاكيه" ويصارع مع يعقوب ليصلح شيئاً ما في داخله. ولنلاحظ أن السفر يظهر قدرة الله علي الخلقة ويظهر محبة الله للإنسان ولكن إعلان قدرته سهل فالسموات بجندها تحدث بمجد الله والفلك بمداراته يخبر بعمل يديه، أما محبة الله وحتي يظهرها للإنسان كلفته الكثير فقد خبر بها إبنه الوحيد المتجسد علي الصليب. إذاُ هناك صراع بين الله المحب الذي لا يريد أن يهلك أي أحد بل أن يخلص كل واحد وبين الشيطان الذي يتودد للإنسان بملذات العالم، وميدان الصراع هو الإنسان الذي خلقه الله حراً. بل هناك من قال أن الكتاب المقدس كله جاء ليكشف ما ورد في هذا السفر عن حديث الله للحية " أضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه (15:3). فالكتاب المقدس يعلن الصراع المر بين عدو الخير والإنسان.
6. نجد أن الخطية قد أفسدت عيني الإنسان وأفقدته القدرة علي لقاء صديقه الأعظم الله. فكان الله قد خلق الإنسان بعد أن هيأ له خلال ملايين السنين أرضاً وسماء وبحراً هي جنة بالحقيقة، بل كان الله شريكاً للإنسان في عمله ورفيقاً له يكلم الإنسان ويريد مجده. وجاءت الخطية فأقامت حاجزاً كثيفاً بين الله والإنسان فعجز الإنسان عن أن يدخل في حوار مع الله وذلك للآتى:-
أ. لا شركة للنور مع الظلمة وقد إختار الإنسان طريق الظلمة أي الخطية.
ب. مع زيادة حجم الخطية إزداد سمك هذا الحاجز الكثيف، فنجد أن الله بعد سقوط آدم وقايين مباشرة يأتي ليكلمهم. ولكن نجد أن الإنسان بدأ يهرب من لقاء الله، فآدم مثلاً إختبأ من أمامه خائفاً أن يفتضح من نوره، كان آدم مثل من لا يستطيع ان ينظر في نور الشمس حتي لا تحترق عيناه وكمن يفضل أن يتستر بالظلام ليتداري شكله المزري.
ج. حَرصَ الله فى محبته أن يخفي نفسه عن الإنسان وكان هذا رد الله علي موسي حين طلب أن يري مجده (خر33) والسبب " لا يراني الإنسان ويعيش" فالله خاف علي موسي وعلي الإنسان أن يحترق ويموت عند رؤيته وهو نار ونور والخطية أضعفت طبيعة الإنسان مثل المرض حينما يفسد صحة إنسان. فكان إحتجاب الله يظهر محبته من ناحية حتي لا يهلك الإنسان ويظهر أيضا قداسته فلا شركة للنور مع الظلمة وقد إختار الإنسان طريق الظلمة، طريق الإنفصال.
د. لم يسكت الله علي هلاك الإنسان بل كان التجسد ليعيد الوحدة بين الله مع الإنسان ثم الصليب لتموت طبيعة الإنسان العتيقة ويأخذ طبيعة جديدة. وهذا شرحه الله في سفر التكوين حينما شرح الطريقة التي سترت آدم وهي الذبيحة ثم السلوك الحي حتي يتحقق عودة الصداقة بين الله والإنسان.
7. في عرض السفر لحياة الأباء البطاركة رأينا
أ. الله يعمل في أولاده طالما وجد فيهم بصيصاً من الإيمان (إبراهيم/ إسحق...).
ب. أبرز الله بطولاتهم الرائعة الإيمانية الحية.
ج. كشف الله عن ضعفاتهم ولم يضفي عليهم مسحة من العصمة من الخطأ وذلك:- 1-حتي لا نيأس إذا أخطانا، فقد أخطأ الآباء ولم يهلكوا. 2-حتي ندرك أنه ليس صالح ليس ولا واحد والكل محتاج
felobter- عدد المساهمات : 189
نقاط : 591
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
مواضيع مماثلة
» سياحة فى العهد القديم - الذبيحة
» رموز الصليب فى العهد القديم
» كيف وصل الينا اسفار العهد القديم والعهد الجديد؟
» الذبائح في العهد القديم - في عهد موسى النبي باختصار وإيجاز
» السلسلة الزمانية للعهد القديم
» رموز الصليب فى العهد القديم
» كيف وصل الينا اسفار العهد القديم والعهد الجديد؟
» الذبائح في العهد القديم - في عهد موسى النبي باختصار وإيجاز
» السلسلة الزمانية للعهد القديم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 1 نوفمبر - 23:15:10 من طرف رفعت
» صدق ولابد ان تصدق
الخميس 11 نوفمبر - 11:52:48 من طرف كيرلس فوزى
» حب ام شهوة
الإثنين 1 نوفمبر - 17:25:39 من طرف كيرلس فوزى
» وزال الاكتئاب
الأحد 24 أكتوبر - 8:24:17 من طرف ايرينى فوزى
» انقذك ام انقذ ابنى
السبت 16 أكتوبر - 9:19:41 من طرف ايرينى فوزى
» الزوجة وجارتها
السبت 2 أكتوبر - 23:06:04 من طرف ايرينى فوزى
» اوعى تقول انا وحيد
الخميس 30 سبتمبر - 11:48:54 من طرف كيرلس فوزى
» لا يدع رجلك تزل
الخميس 30 سبتمبر - 11:45:10 من طرف كيرلس فوزى
» العادات السبع للناس الأكثر فاعلية
الأربعاء 29 سبتمبر - 16:50:31 من طرف ايرينى فوزى